التفجير الذي حدث داخل حزب النور السلفي واستقالة المئات من أعضائه, وفي مقدمتهم رئيس الحزب الدكتور عماد عبدالغفور, وتأسيسهم لحزب جديد تحت مسمي الوطن استعدادا لانتخابات مجلس النواب واندماج حزبي الشعب السلفي والفضيلة في التحالف مع حزب الأمة المصرية لمؤسسه ورئيسه حازم صلاح أبوإسماعيل, وإعلانهم الترشح في جميع الدوائر الانتخابية علي مستوي الجمهورية, يعد إنذارا لمعارضة قوية وتحديا في مجال المنافسة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية, المتمثل في حزب الحرية والعدالة.. ناهيك عن إشهار الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لحزبه الجديد مصر القوية, وتوجهه السياسي المخالف للجماعة وحزبها أيضا وموقفه الرافض لدستورها وانتقاداته اللاذعة لسياستها وللرئيس مرسي شخصيا. ومن جهة أخري, فقد طفت علي السطح تناقضات واختلافات داخل التيار السلفي وشنت السلفية الجهادية هجوما حادا علي جماعة الدعوة السلفية وحزب النور لادعائهما إجماع علماء الأمة علي الموافقة علي الدستور, واعتبار ذلك كذبا وغشا لأن الاجماع في الشرع هو اتفاق جميع مجتهدي الملة بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم. وبرغم كل ما يدور علي ساحة التيار الإسلامي في الواقع المصري من تناقضات في الرؤي والأفكار, وانشقاقات بين التأييد والمعارضة, فإن ما يتبادر الي الأذهان يطرح تساؤلا عما اذا كانت كل هذه التجاذبات مجرد توزيع أدوار في إطار مواجهة القائمة الموحدة لجبهة الانقاذ الوطني, المنتظر خوضها للانتخابات القادمة لمجلس النواب, أم أن ما يحدث انقسام حقيقي في التيار الإسلامي؟