في دراسات خبراء علوم الإجتماع والنفس البشرية أن شعور الخوف والقلق ينتاب الإنسان عندما يفقد قدرته علي رؤية المستقبل القريب إما عن إحساسه بعجزه عن حل أزمته الخاصة أو عدم إطمئنانه وثقته في الذين يتولون إدارة أمور بلده. وهو مايجعلنا نفهم سبب شعور الملايين بالقلق سواء بالتعبير عن ذلك علانية أو كتمانه وحبسه في الصدور. والمخضرمون الذين عاشوا ثورة52 يذكرون إعتمادها في البداية ولفترة غير قصيرة علي ما أطلقت عليهم أهل الثقة المضمون ولاؤهم للقيادة العسكرية بصرف النظر عن قدراتهم وخبراتهم مما وصل إلي ظهور وظيفة شهيرة في كل مصلحة عرفت بإسم مندوب مجلس القيادة كان يتم إختياره من العسكريين ليكون عين الثورة بالمصلحة لينقل إلي قيادتها مايجري فيها. وقد أدي ذلك إلي تملق المديرين والعاملين لهؤلاء المندوبين وشيوع جو من النفاق إستشري وأصبح أحد مظاهر الحياة مما أدي إلي تدهور الإدارة في مصر! و مايجري اليوم يبدو أنه تقريبا نفس السيناريو مع أسوأ. فثورة52 وقد بدأت كإنقلاب أيده الشعب إلا أنها كانت لها منذ البداية أهداف ستة أعلنتها وسعت إلي تحقيقها, في حين أن ما رفعته ثورة يناير كان مجموعة شعارات( عيش, حرية, عدالة) ليس لها خريطة طريق أو منهج تحوله إلي واقع. وقد وجد الإخوان المسلمين الثورة جاهزة, وفي محاولة الوصول إلي الحكم روجوا لنا مشروع النهضة الذي سرعان ماتبخر فور تسلمهم السلطة, وبدا علي عكس ماكانوا يظهرون أنهم علي الأقل حتي اليوم لا يملكون أي مشروع ولا الإمكانيات أو الكوادر أو القدرات التي تدير شئون البلاد وتحل مشاكلها, وأنهم يدورون في دائرة محدودة من أهل الثقة المشغولون بأمورأخري غير ملاحقة ثورات العصر في الوقت الذي تعقدت فيه مشاكل الوطن وأصبحت في حاجة إلي عقول غير تقليدية تبتكر حلولا غير عادية. وبدلا من أن ينظر المصري إلي المستقبل أملا أن يكون الغد أفضل, أصبح يشعر أنه سجين نفق لا ضوء في نهايته! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر