ا صلاح منتصر لأستاذ.... أكتب إليك باسم مجموعة من الوطنيين كبار السن الذين لا مستقبل لهم إلا رؤية تقدم مصر واستقرارها. ولثقتي في مساحة الحرية التي يعبر عنها عمودكم فقد كتبت إليك بما فكرنا فيه عندما عقدنا عدة اجتماعات بأمل توصيل هذه الأفكار إلي من يهمه الأمر. 1 لا شك أن هذه هي أول مرة في كل تاريخ مصر يجري فيها انتخاب حقيقي لاختيار رئيس الجمهورية وقد توقعنا أن تشهد هذه الانتخابات رقما قياسيا من الناخبين وحماسا ودرجة عالية من السخونة مع توقعات أن تشهد عددا من الاشتباكات. 2 كما هو معروف فإن التيار الديني له قواعد تنظيمية ورصيد كبير من الاعضاء الذين يمكن توظيفهم كمندوبين يغطون آلاف اللجان الانتخابية بما يساعد هذا التيار علي التقارب من الناخبين خاصة في محافظات الريف والصعيد. ومع حملات الدعاية الضخمة تزداد فرصة نجاح هذا التيار مما يجعل سلطات مصر كلها: رئيسا وبرلمانا ووزارة في يد تيار واحد. وقد وجدنا أن مثل هذا الوضع لو حدث يشكل خطورة كبيرة علي مصر لأنه يعيدنا إلي الوضع نفسه الذي كنا نعاني منه عندما كان الحزب الوطني له كل تلك السيطرة, مما أدي إلي معاناتنا من فساد وسوء إدارة وديكتاتورية وانتهي بنا إلي الثورة. 3 في مواجهة هذا الاحتمال يتعين دعم التيار الليبرالي الديمقراطي ليحصل علي ثقة الشعب رئيس يحقق التوازن المطلوب في تشكيلة سلطات الدولة, وفي الوقت نفسه لا يستفز نجاحه الذين يهددون الاستقرار الذي نتطلع إليه. لكن المشكلة أن هذا التيار منقسم, وقد فشلت محاولات التوسط للتوصل الي مرشح واحد مما سيؤدي إلي تفتيت أصوات التيار الليبرالي. 4 الآن أعتقد أنك فهمت ماذا نقصد من خلال كتابتي إليك. فنحن أمام لحظة فارقة, والفرص لا تتكرر, والوطن يستحق كل التضحيات, وليحمي الله مصر (أرجو إخفاء اسمي وشكرا).