هناك ارتباط واضح بين مشاهدة أحداث المسلسلات ومعايشة الناس لها في الواقع, كان هذا من أهم ما خرجت به الدراسة التي أجرتها الباحثة ياسمين أحمد علي حسن المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة بعنوان( العلاقات العائلية كما تقدمها المسلسلات المصرية وتأثيرها علي التفاعل الأسري) وحصلت بها علي درجة الماجستير بتقدير ممتاز بإشراف د.عدلي رضا. فبعد تحليل الباحثة لمضمون عينة من المسلسلات التليفزيونية المصرية الاجتماعية اشتملت علي12 مسلسلا تم عرضها علي قناتي( الحياة مسلسلات) و(بانوراما دراما1) علي عينة عشوائية من المشاهدين شملت434 من الآباء والأبناء المقيمين محافظتي القاهرة والجيزة, أتضح أن معظم الأسر المصرية في المسلسلات كانت علاقاتها مترابطة بنسبة63% وكانت أغلب الأسر(الدرامية) متواصلة مع عائلاتها الكبري بنسبة96% وكانت نسبة السمات الإيجابية لعلاقة الأسرة بالعائلة76% والتي ربطتهما( دراميا) بالمقارنة بين مجموع القيم الاجتماعية المماثلة التي قدمها أفراد الأسرة في تلك المسلسلات, أما القيم الاجتماعية السلبية فقد كانت نسبتها أقل وهونفس الحال مع الاقتصادية. وكشفت الدراسة أن أكثر نقاط إعجاب المشاهدين بمميزات المسلسلات المصرية الاجتماعية أنها تقدم العلاقات الإجتماعية والمواقف الإنسانية, كما اتضح أن تأثير مشاهدتها علي التفاعل الأسري للنسبة الأكبر من ذوي المستوي المتوسط جاء بنسبة41%, حيث كان أعلي تأثير لمشاهدتها علي علاقة المبحوثين الآباء والأبناء بأسرهم هو الذي يرتبط بالمفاهيم والمعتقدات حول علاقتهم بأفراد أسرتهم وقيمتها, وتلاه التأثير علي السلوكيات الذي تمثل في الاستفادة من أساليب التعامل المستخدمة في المسلسلات المصرية الاجتماعية وتطبيقها علي أفراد الأسرة, وبذلك ثبتت صحة الافتراض بوجود علاقة ارتباطية بين مستوي مشاهدة أفراد الأسرة المصرية للمسلسلات المصرية الاجتماعية ودرجة تأثيرها علي التفاعل الأسري بينهم وبين أسرهم علي مستوي إجمالي عينة الدراسة, فثبت أنه كلما زاد معدل مشاهدة أفراد الأسرة للمسلسلات الاجتماعية يزيد مستوي تأثيرها علي التفاعل بينهم وبين أسرهم, وأن الآباء يعتقدون أن أبنائهم أكثر تأثرا منهم بمشاهدة المسلسلات المصرية الاجتماعية وأن الأبناء الذكور يعتقدون أن أمهاتهم وأخواتهم الإناث أكثر تأثرا منهم بمشاهدة تلك المسلسلات.