برغم مرور أكثر من عام علي انفصال جنوب السودان عن شماله, مازالت المشكلات العالقة بينهما مصدر قلق كبير لكل منهما, وتهدد الأمن والسلم في القارة الإفريقية. ولذلك تكتسب القمة التي تجمع الآن في أديس أبابا رئيسي السودان عمر البشير, وجنوب السودان سلفا كير, بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالجين, أهمية خاصة, لمحاولة الوصول إلي وفاق بين الجانبين يحل هذه المشكلة. فعملية انفصال الجنوب تمت في عام2011 دون حل المشكلات العالقة مع الشمال, خاصة بالنسبة للحدود, ومنطقة أبيي, والنفط الذي ينتج75% منه في الجنوب, ويتم نقله عبر أراضي الشمال. ولذلك تصاعدت الخلافات بين الدولتين وكادت تتحول إلي حرب كاملة في أبريل الماضي, حتي تدخل مجلس الأمن وأصدر القرار رقم2046 الذي قرر فرض عقوبات علي الطرف الذي يعرقل الوصول إلي حل للمشكلات العالقة بينهما, فهناك اتفاق تم التوصل إليه في شهر سبتمبر حول النفط ينظم عملية نقله من الجنوب إلي الشمال, وفي الشهر الماضي تم التوصل إلي اتفاق حول الحدود بمقتضاه توجد منطقة منزوعة السلاح بطول الحدود بينهما وهي أطول حدود في إفريقيا والبلدان يعانيان انهيارا اقتصاديا واضحا. وبرغم ذلك لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقيات بالشكل المطلوب, نتيجة أزمة الثقة المتزايدة بين الجانبين, والاتهامات المتبادلة بدعم وتسليح المعارضين, واستغلال الحكومتين الصدامات بينهما في رفع شعبية كل منهما, ولفت الأنظار عن التدهور الاقتصادي والمعيشي الموجود لدي شعبيهما. وقد تنجح الوساطة الإثيوبية في نزع فتيل واحدة من أكبر الأزمات الإفريقية.