يتعرض معظم محطات إمداد مياه الشرب في مصر إلي خطر كبير عند وقوع أي حادثه تسرب مواد خطيرة مثل المواد البترولية أو الكميائية جراء حوادث الناقلات النهرية أو البرية. وخاصة أن معظم الطرق البرية تقع مباشرة بجوار المجاري المائية التي تغذي محطات مياه الشرب, فعندها تصل هذه المواد إلي مأخذ محطات مياه الشرب والمرشحات بسرعة كبيرة تعتمد علي سرعة التيار المائي ودرجة انتشار المواد المنسكبة مما لا يعطي مساحة زمنية للحماية ومعالجة التلوث فيصدر قرار الإغلاق المفاجيء لمحطات مياه الشرب لحماية صحة المواطنين والبحث عن مصدر مياه بديل. إن الاستراتيجية المقترحة للحماية من الحوادث وتوفير مياه الشرب بتكلفة منخفضة تتمثل في إدخال تقنية ترشيح ضفاف الأنهار بشكل تدريجي لتعمل بجانب المحطات المرشحة والمدمجة التي تعمل حاليا, حيثما يكون ذلك ممكنا من الناحية الهيدروجيولية, إلي أن تصل نسبة الإنتاج بين النظامين إلي النصف وعندها يتم التوسع في التقنية التي توفر التكاليف وتنتج مياه شرب ذات جودة عالية وتحمي نظم المعالجة عند وجود أحمال زائدة من العكارة أو الطحالب في المصدر أو حدوث تلوث مفاجيء بمواد كميائية أو بترولية ناتج عن الحوادث. لذا أناشد الدكتور عبد القوي خليفة وزير المرافق أن يتم ما بدأ في دعم المشروع المقترح من هذا العدد عندما كان رئيسا للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي واستكمال استراتيجية إدخال تقنية الترشيح الطبيعي إلي منظمة انتاج مياه الشرب في مصر بشكل واسع ودعم تنفيذ وحدة تجريبية لهذه التقنية بمصر, خاصة أنها قادرة علي توفير مياه شرب بتكلفة منخفضة وبجودة عالية وتحمي محطات مياه الشرب من الحوادث المفاجئة التي تحدث في نهر النيل. د. كمال عودة غديف أستاذ حماية المياه بجامعة قناة السويس