إذا كان البعض يرشح عددا من لاعبي الأهلي الواعدين ليكونوا نجوما مرموقين في سماء الكرة المصرية, فإن هناك بعضا آخر من العالمين ببواطن الأمور داخل النادي الأهلي يرون الي درجة اليقين أن الموسم لن يمر دون مشكلات. كبيرة طرفاها المدير الفني حسام البدري وعدد من النجوم في مقدمتهم محمد بركات وعماد متعب. وربما كانت هذه هي سنة الحياة, وحكم القدر الذي لابد وأن يختار له أداة بشرية لتنفيذه. ونتصور أن هذه الأداة ستكون حسام البدري المدير الفني المعروف عنه طيبة القلب ودماثة الخلق واحترامه لنفسه.. لذا يبدو ضمير البدري مستريح تماما في كل تأملاته مع لاعبيه.. ومؤكد أن لديه رأيا وموقفا مجردا ووجهة نظر محايدة في كل لاعب بالفريق, وهذا الرأي هو الذي يحدد طبيعة التعامل مع كل لاعب من الناحية الفنية طبعا علي اعتبار طغيان الجانب الإنساني بوضوح في شخصية حسام البدري. المهم أن المدير الفني قد تمسك بكلا اللاعبين في صفوف الفريق وطالب بتجديد التعاقد معهما.. ورحبت الإدارة لأسباب كثيرة منها الجماهيرية التي يتمتع بها الثنائي وأيضا مرور النادي بضائقة مالية لاتساعد علي شراء لاعبين جدد, ومن ثم يصبح الموجود مهما غلا سعره يكون أرخص بكثير من اللاعب الوافد.. وتم بالفعل الاتفاق علي5,2 مليون جنيه قيمة العقد الجديد لكل لاعب منهما في الموسم الواحد. ولم يكن سرا الشكوي الشفهية من جانب متعب وبركات الي محمود الخطيب نجم نجوم الفريق السابق ونائب رئيس النادي الحالي, اذ كان موجز الشكوي التي تقدما بها أنهما لم يعتادا أبدا هذا الاهمال طوال فترة تاريخهما في صفوف النادي الأهلي.. ودائما ما كان هذا الثنائي يوجدان باستمرار معا خلال فترة مشاركة فريقهما في بطولة العالم باليابان وقد غابت الابتسامة عن وجهيهما تماما, وإن كانت أحزان متعب هي الأعمق بسبب غيابه عن الكرنفال العالمي في وجود أهم وأشهر وكلاء اللاعبين في العالم. وكان طبيعيا أن يفكر البدري في جميع اللاعبين وفي عمله الفني, فلم يكن يعط فرصة للخوض في أي مناقشات من أي نوع في مثل هذه الأمور.. وكان رأيه أن متعب لاعب رائع ومحترم لكنه أهمل في نفسه وزاد وزنه وابتعد عن الفورمة التي يعرفها عنه.. وسيعود إلي مكانه عندما يقرر هو العودة. ويري البدري أن بركات يمتلك موهبة نادرة الحدوث ولايقل احتراما عن أي نجم عالمي, لكنه في المقابل يري أن السن له أحكام, وأن قدراته البدنية لم تعد تسمح بتمكينه من اللعب90 دقيقة متواصلة بمستوي بدني واحد. ومهما قيل من كلام فالمؤكد أن الموسم المقبل سوف يشهد كثيرا من الصدامات التي نتوقع أن يحسمها الملعب وشاشات الفضائيات وليس الضغوط الجماهيرية كما يحدث عادة علي أساس أن جميع المباريات سوف يشاهدها رجال الأمن فقط.