كتب : محمد الأنور: وسط حالة من الاضطراب الاقليمي والعراقي جاء مرض الرئيس العراقي جلال طالباني وغيابه عن الساحة بعد رحلة عمل سياسي وعسكري حافلة استمرت اكثر من ثمانين عاما توجهاها بتولي منصب اول رئيس كردي للعراق وثاني رئيس بعد غازي الياور يتولي مقاليد الحكم بعد ازاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واسقاط نظامه في التاسع من ابريل2003 واحتلال العراق... طالباني الذي تصفه الاوساط السياسية العالمية بانه الثعلب الكردي حرص علي ادارة الامور بما يخدم مصالح متعارضه ومتناقضه في عراق ما بعد صدام حسين الذي تعرض للانقسام المذهبي والاثني والعرقي, وهو ما جعل الكثيرين يراهنون علي ان المام جلال( العم باللغة الكردية) سيكون ابا لجميع العراقيين وهو ماحرص الرجل عليه قدر الامكان في ظل التجاذبات والصراعات الدموية في العراق, الذي تولي رئاسته لدورتين لم يشهد العراق خلالهما اي هدوء او انتهاء للاستقطاب والاحتقان الطائفي, علي اي الاحوال غاب الرجل والعراق مازال غارقا في ازماته الدموية وتتقاذفه امواج من الصراعات والتفجيرات التي تهدأ حينا وتثور احيانا كثيرة حاصدة ارواح المئات من العراقيين في مختلف الانحاء العراقية, والامر الذي لابد من التأكيد عليه بعد ان غاب الطالباني المشهد السياسي في العراق ان غياب هذا الرجل سيكون له بالغ الاثر في هذا البلد الذي صيغت معادلاته وتوزاناته السياسية علي اسس طائفية ومذهبية ومازالت.... فالطالباني الذي اقام في القاهرة وعاش فيها اكثر من عقد لم تؤثر فيه هذه الاقامة والحفاوه في توجيه العراق ما بعد صدام حسين الي الاتجاه الطبيعي وهو الاتجاة العربي ولم تخرج سياسته ضمن المعادلة التي عمل فيهاعلي ترسيخ التعاون العراقي الايراني وبما يخدم وخدم تحالفه السياسي مع الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم الاحزاب الشيعية المعروفه بعلاقاتها القوية مع ايران لتصب الامور في الابقاء علي المعادلة الكردية الشيعية باعتبارها الصيغة الانسب والافضل للعراق الجديد دون الالتفات الي المكون العربي السني, ولا يمنع من ذلك ان الطالباني كان دائما يحاول ان يبدو كراعي وحامي للعرب السنه الذين تشتتوا ولم يعد لديهم مكان في ادارة العراق... وكثيرة هي المواقف التي كان الثعلب الكردي يحاول ان يتخذ موقفالدعم المكون العربي السني الشيعي وتشكيلاته السياسية المتحالفة الا انه عند النقطة الفاصلة يتراجع دعما للتحالف الاقوي المدعوم من ايران, وهو الامر الذي بلغ ذروته في الخلاف الممتد مع منافسة وخصمه السابق وحليفه الحالي مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بسبب القضايا الكردية وطبيعة وتركيبة العملية السياسية الجارية في العراق, وقد يكون الموقف من طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي المدان بالتورط في جرائم ارهابية والمحكوم غيابيا باكثر من7 احكام اعدام هوالابرز في هذا الشان فضلا عن الكثير من الاموروالقضايا الكردية الكردية والكردية العربية والموقف من العملية السياسية برمتها.