فليهنأ الليبراليون والديمقراطيون والعلمانيون وعموم مثقفي مصر ومفكريها وفنانيها, وكل من يعتقدون ان الدولة الديمقراطية القانونية المدنية هي الحل الصحيح لمشكلات مصر, وان الدولة الدينية التي يحكمها الفقيه يمكن ان تأخذ مصر خارج العصر, وتمزق أمصال الأمة وتقسم المجتمع إلي فسطاطين يكفر احدهما الآخر كما حدث في الجزائر والسودان ومصر!, ليهنأ كل هؤلاء الذين تعرضوا علي امتداد العامين الماضيين لاتهامات ظالمة كاذبة مسفة تحسبهم كفارا خارجين علي الملة وتحرض عليهم الغوغاء والعوام وتستبيح دماءهم, لان الشيخ يوسف القرضاوي جاء أخيرا من قطر ليبرئ ساحتهم من فوق منبر الجامع الأزهر!, معلنا إنهم مسلمون موحدون الأمر الذي لم يفعله الرئيس مرسي ولا اي من أقطاب جماعة الإخوان المسلمين وساستها ولا اي من شيوخ الدعوة السلفية بلحاهم المهيبة التي تتدلي علي صدورهم, ومع الاسف اخذوا جميعا موقف المتفرجين وهم يسمعون ويرون كيف يستثمر دين الإسلام بسماحته وعظمته علي نحو مسف ورخيص قسم البلاد وفرق العباد وزرع الفتنة وفرض الغمة! كنت أود من الشيخ القرضاوي, اعزه الله, ان يذهب ابعد من ذلك ليقول لنا حكم الإسلام الصحيح فيمن يعتلون منابر المساجد ويوظفونها في حملات سياسية تزرع الفتنة والفرقة بدلا من ان توحد الأمة, ويستخدمون في دعاواهم افزع صور السباب والكذب بدعوي ان الإسلام لا يعرف الفصل بين الدين والسياسة, بينما المشكلة في جوهرها هي مشكلة أخلاقية, لان صحيح الدين ينهي عن الكذب والشقاق وشهادة الزور! كنت أود ان اعرف من الشيخ الجليل ان كان من أخلاق الإسلام ان يقف خطيب الجمعة ليطلب من جمهور المصلين الامتناع عن تقديم التهنئة لجارهم القبطي وعدم تقديم العزاء له في مناسبات الوفاة!, وهل يجوز ان يعتلي منابر المساجد أمثال هؤلاء ؟!, وماذا كانت النتيجة في النهاية اشتباكات بين المصلين والأئمة في عدد غير قليل من الجوامع وهبوط مكانة الدعاة الي حد إنهم أصبحوا موضوعا للتندر والفكاهة وافتراء علي صحيح الإسلام الذي يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة, وينصح الرسول الكريم بان يتجنب الفظاظة وغلظة القول كي لا ينفض الناس من حوله, فما بال علمائنا الأجلاء يصمتون عن أقوال وأفعال نفر يدعون إنهم من علماء الدين لكنهم يزرعون الفتنة ويسيئون الي صورة الإسلام ويفترون علي الله كذبا. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد