وجدي رياض : يحتل المتحف الجيولوجي رأس الجسر الأول المتجه إلي المعادي والمطل علي أثر النبي بعد أن كان قابعا في شارع القصر العيني وتم التضحية بالمبني من أجل عيون مترو الأنفاق. ويحكي الجيولوجي مدحت سعيد عبد الغني مدير عام المتحف بأسي كيف تم التضحية بالمتحف الذي يعد رابع متاحف العالم والأول في الشرق الأوسط بعد أن بلغ من العمر78 عاما..ويقول: كان أمام مترو الانفاق سنة1982 مبنيان هما الجامعة الأمريكية أو المتحف الجيولوجي للتضحية بهما..ولكن الاختيار جاء بالمتحف الجيولوجي الذي جمع حوالي50 ألف قطعة ليرحل علي عجل من التحرير حيث كان يشغل مبناه في شارع الشيخ ريحان..وكان مبناه من طراز فريد ويعد أحد المعالم الحضارية والمعمارية منذ إنشائه. متحف الألف متر: ويرحل المتحف الجيولوجي إلي بدروم حرم هيئة النقل النهري بمنطقة أثر النبي ليحتل فقط ألف متر, فكيف تستقبل الألف متر50 ألف عينة بعضها مثل الديناصور يصل طوله إلي44 مترا ووزنه80 طنا ويعتبر ثاني أكبر ديناصور في العالم وهو عبارة عن قطع متصلة عددها32 قطعة. وفي الواحات البحرية وجدنا ديناصورات يرجع عمرها إلي96 مليون سنة وفي الواحات الداخلة والخارجة وضعنا يدنا علي حفريات فقارية يرجع عمرها إلي65 مليون سنة. وفي الفيوم- كنز التنوع الحفري غير المسبةق في العالم-عثرنا علي حفريات تعود إلي38 مليون سنة. وفي وادي الحيتان عثرنا علي حيتان تحكي عمر42 مليون سنة. أوائل النزلاء: وعندما فتح المتحف أبوابه للجمهور والباحثين في الأول من ديسمبر عام1904 بعد أن كان قد بدأ العمل به عام1901 استقبل أولي العينات من حفريات الفيوم التي عثر عليها قبل الحملة الفرنسية علي مصر وتم تسجيلها لتكون من أوائل النزلاء وهي قيمة علمية ولهذا لجأت إدارة المتحف إلي دفن هذه العينات وقت الحرب العالمية الثانية حتي لا تتعرض للتدميرإذا تم قصف المكان وبعد إنتهاء الحرب عام1945 أعيدت للعرض في مكانها. ومع طلعة كل شمس يدخل المتحف حفريات جديدة فقارية ولافقارية ومعادن وصخور وأحجار سماوية ولعل أبرزها الصخور والخامات والمعادن التي تحمل عروق الذهب وقد استخرجها القدماء المصريون وصنعوا منها التيجان والأقنعة كقناع توت عنخ أمون. وقد باحت أخيرا أسرار منجم السكري بمخزون عال من ملك المعادن الذهب الذي يعتبر إقتصاديا في الاستخراج إذا كانت نسبة الفلز في الخام تتراوح ما بين واحد إلي عشرة جرامات لكل طن. وثبت بعد ارتفاع جرام الذهب أن مناجم السكري وعقود في الصحراء الشرقية غنية وإقتصادية. وعندما نقترب من مجموعة الصخور نري الصخور الشهيرة التي صنعت منها المسلات والتماثيل. والغريب أن هذه الصخور مثل الحجر الامبراطوري وهو حجر ناري أرجواني موجود بجبل الدخان بالصحراء الشرقية صنع الرومان منه معابدهم. مخاطروأزمات: والحقيقة ان المتحف تعرض لأزمات عديدة أخري منها تدمير كنوزه في مدينة ميونخ وقت الحرب العالمية الثانية نتيجة للقصف عندما أرسلت إلي هناك للترميم. كما أن الكمتحف تعرض للنفي كما ذكرنا في مكان غير مهيئ وكأن الوزارة التابع لها المتحف عجزت عن تدبير مكان منذ ثلاثين عاما. والأمر الغريب انه عندما تعثر البعثات الجيولوجية علي حفريات أو نيازك أو صخور يتم ابلاغ جهاز شئون البيئة. وهنا يضع الجهاز يده علي المكان ويحولها إلي محمية كان أخرها محمية الحيتان بالفيوم رغم أن مكتشفها هي بعثات المتحف. وعندما عثرت البعثة العلمية من جامعة بنسلفانيا علي ديناصور في الواحات البحرية طوله44 مترا تم ارساله إلي بنسلفانيا لترميمه ولما عاد إلي وطنه حجزته الجمارك وفرضت40 ألف جنيه للافراج عنه ولأن المتحف بلا إيرادات والدخول مجانا عجز عن السداد وبقي محجوزا في قرية البضائع.