كثيرا ما سمعنا عن استخدام الدين في السياسة, أو تطويع الدين طبقا للمصلحة وليس الإصلاح, أما استخدام الفتاوي الدينية في المعارك الإعلامية فهذا هو الجديد الذي طفي علي السطح. فالفتوي التي عرضتها قناة الحافظ ضد الاعلامي باسم يوسف والتي نسبتها للأزهر الشريف يحتوي مضمونها علي تحريم مشاهدة برنامج باسم يوسف بدعوي ان فيه مخالفات شرعية, علي الرغم من انه بدا واضحا من تاريخ نشر الفتوي والقناة المدونة بالوثيقة التي نشرت وهي قناة اون تي في والتي كان يعمل بها قبل انتقاله لقناته الحالية. وبدا واضحا أن توقيت ظهور الوثيقة في هذا الوقت بالذات هو تصفية حسابات بين قناة الحافظ وباسم يوسف الذي قام بحملة إعلامية ساخرة علي مضمون القناة, إضافة الي نفي دار الإفتاء المصرية عبر بيان لها إصدار فتوي بتحريم مشاهدة برنامج البرنامج, مؤكدة أنه لا علاقة لها بهذا الشأن, وفي نفس الوقت نفي الأزهر الشريف نشر مثل هذه الفتوي, وأكدت قناة سي. إن. إن. الإخبارية عن عضو مجمع البحوث الإسلامية محمد الشحات الجندي قوله, إن مجمع البحوث لم يصدر اي فتوي بهذا الشأن وان كل ما نشر غير صحيح, ولم تكن فتوي تحريم مشاهدة باسم هي الوحيدة, فقد حرم الشيخ محمد العريفي أولياء الأمور من مشاهدة أبنائهم قناة ام بي سي3 بدعوي أنها تدعو للإلحاد والفساد. وقال في تغريدة له علي تويتر: حرام أن تمكن طفلك من متابعةmbc3 الأطفال, فقد امتلأت مشاهدها بأفكار الإلحاد والفساد, احذفها الآن, فولدك أمانة. وقد إعتبرت القناة كلام العريفي مغرضا وبعيدا عن الواقع جملة وتفصيلا. وقالت في موقعها علي الإنترنت: يعجز الكلام أمام هكذا عقلية وهكذا منطق, خصوصا أنه يصدر عن أفراد حري بهم التواجد في المصحات النفسية ليعالجوا من أفكارهم الشاذة, لا أن يصدروا الفتاوي, وعن خطورة استخدام الفتاوي الدينية ضد مذيع بعينه او قناة بعينها قال الشيخ احمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ان الله عز وجل قال في كتابة( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم) وقال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم( أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار) وقد اتفق أهل العلم ان المفتي الماجن الذي يستخدم الدين في غير موضعه وفي أمور عجيبة عدوها من تحريف الكلم عن موضعه كما اليهود تماما, واستخدام النصوص الشرعية علي غير موضعها أو من أجل تحقيق غاية شخصية محرم شرعا, وموضوع الفتاوي التي تنشر ضد اعلامي بعينه أو قناة بعينها لأسباب تنافسية مختلفة موضوع يبعث علي الغرابة والافتراء علي الأحاديث لحسابات شخصية وصراعات إعلامية وتوجهات مذهبية خطر جدا, فيحرم تعاطي مثل هذه الفتاوي ويؤدب فاعلها ويجب تحذيره من مضار ما يفعله لان الأمور الإعلامية والتنافسية في البرامج هي أمور ينظمها قول المصطفي صلي الله عليه وسلم أنتم أدري بشئون دنياكم وقد حكي القرآن الكريم بكل صدق واقعية آراء المخالفين للدين الاسلامي والشريعة الاسلامية ولم يمنع الله المسلمين من معرفة المخالفين فقص الله علينا قصص عباد الأصنام وكذلك قصص من اتهموا نبينا الكريم بما ليس فيه, فلا بأس أن يكون هناك خلاف في الرأي ولا بأس أن نستمع للآراء المخالفة لآرائنا دون تحريمها أو تكفيرها لمجرد الاختلاف, والتلاعب بورقة الدين في الأمور والصراعات الإعلامية أمر يرفضه الشرع. فيما قال د.فرج الكامل الأستاذ بكلية الإعلام: إن استخدام الفتاوي الدينية ضد برامج بعينها أو قنوات لأغراض شخصية تهريج ويدل علي سوء نوايا, خصوصا لو نظرنا الي الفتوي الأخيرة بشأن برنامج باسم يوسف وتاريخها الأصلي وتوقيت ظهورها الآن تحديدا, وأنا ضد استغلال الدين في مجال الإعلام, ولو أردنا استخدام الدين في حكم مشاهدة القنوات لما فيها من ألفاظ وأقوال خارجه فان أول القنوات التي سيحرم مشاهدتها هي قناة الحافظ, لما يقال فيها من ألفاظ غير خافية علي احد ومنتشرة علي الانترنت, وكما أن القانون لا يوجد به قنوات دينية أصلا, وقد خالفت هذه القنوات العقود والقوانين والشرع وتلاعبوا بالقانون والتفوا عليه بما يتنافي مع الشريعة والإسلام وبثوا بها محتوي دينيا رغم أن ترخيصها كان كقناة اجتماعية.