بالرغم من تداعيات المشهد السياسي والإجتماعي المرتبك, و إنشغال الجميع عن العمل وتراجع تروس الإنتاج والصناعة, حتي وصل الأمر لتشويه كل نداءات الإبداع والإبتكار. إلا أن الأهرام والتي يصل عمرها لأكثر من137 عاما من الزمن عاشتهم في حالة دائمة من المشاركة, بل وكانت بمثابة المحرك والدافع نحو مسارات الفكر والثقافة الواعية والباحثة عن الصالح العام, وكان علي رأسها رعاية الفنون المتنوعة بإعتبارها أهم المؤشرات المرئية وكاشف عن حقائق الأحداث دون الحاجة للتزيف والتزوير, وما أحوجنا اليوم لرؤية الأعمال الفنية التي تستطيع فك الطلاسم والطرقات المتقاطعة التي تحيط بنا هذه الأيام. واليوم نطوف معا في جولة فنية الطابع, بعد أن أفتتح مؤخرا مركز الأهرام للفنون ليقدم بين جدرانه أروع ما تركه لنا الأثر الماضي, وبفريق عكف علي خطوات الأعداد لأكثر من أربع سنوات وكان علي رأسهم سيلفيا النقادي كأمين عام لمركز الفنون, د.عبد المنعم سعيد كرئيسا لمجلس الأمناء, كرعاة لأعمال تتساوي قيمتها مع ما تضمه المتاحف العالمية, وأهم معروضاته ذات العيون العسلية وهي تقدر ب24 مليون دولار للفنان محمود سعيد وهو من رواد فن التصوير الزيتي, ولوحته تمثل رؤيته الخاصة للروح الشرقية المتمثلة في المرأة وبأبعاد تحمل المشاعر الإنسانية بداخل الألوان باحثا عن حقيقة الهوية المصرية, أما أعمال سيف وانلي التي تحتويها الأهرام فهي تعبر عن جاذبية الخطوط الغربية الممتزجة ببدايات المجتمع المتحضر في الأربعينيات, ثم نتجول مع هؤلاء الرواد لنري لوحة الفنان نحميا سعد والذي رحل في مقتبل عمره مقدما فنا متشربا بأجمل العناصر الريفية بألوانها الدالة علي الخير والنماء وبعناصر تحكي عن عمق التعاون بين الرجال والنساء قديما, أما الفنان يوسف فرنسيس فأعماله تشعرك بأنها جاءت من عالم الأحلام واللاشعور بتكوين سينمائي حيث تنوعت ملكات إبداعه بأفرع الفن المتنوعة, لتأتي لوحاته ببطولة متفردة للنساء و كأنها طلت لتضفي علي من حولها طاقة من الجمال وفيض من الأمل والتفاؤل, ومن المشاركين: جمال السجيني, راغب عياد وتحية حليم ورمسيس يونان وإنجي أفلاطون وجاذبية سري وأحمد عبدالوهاب وصبري راغب وصلاح طاهر وحامد ندا وعمر النجدي وجورج بهجوري ومصطفي الرزاز وحلمي التوني, وأخرين كأسماء وضعت بصماتها التشكيلية الباقية, بأكثر من مائة عمل تشمل خامات الزيت والأكليريك والموزاييك والنحاس المطروق والسجاد والخزف, بالإضافة لمجموعة من مختارة لأعمال النحت, ومن المقرر أستمرار المعرض لمدة ثلاث أشهر.