ميدان التحرير ليس ملكا لفئة فهو رمز لثورة شعبية شاركت فيها كل طوائف المصريين و التيارات السياسية التي توحدت مطالبها وانصهرت اتجاهاتها لكن في الشهور الأخيرة شهد الميدان استحواذ بعض التيارات عليه وسيطر بلطجية علي أجزاء منه ومنعوا الاقتراب أو العبور ووصل بهم الأمر لاقامة أسلاك شائكة ووضع شكائر رمل وكأنهم حولوا الميدان الي ثكنة عسكرية ممنوع الاقتراب منها حتي لسكان العقارات المطلة علي الميدان أو أصحاب الشركات والمحال التجارية أو المارة أو المترددين علي مجمع التحرير أو محطة مترو الانفاق.. النتيجة هي اصابة هذه المنطقة الحيوية, وكثيرون من ساكني المنطقة هاجروا منازلهم وتركوا المنطقة بأكملها تخوفا من المظاهرات المليونية وإطلاق الرصاص وقذف القنابل المسيلة للدموع التي ملأت سماء الميدان وعاني منها الكثيرون. وفي لقاء ل تحقيقات الأهرام مع بعض ساكني العمارات التي تحيط بميدان التحرير يصرخ هشام فريد تاجر من وقف الحال الذي يعاني منه أهالي المنطقة. ويلتقط أطراف الحديث الحاج فتحي سليم وهو صاحب احدي شركات السياحة الموجودة بميدان التحرير في الجهة المقابلة للمتحف المصري أن أصحاب شركات السياحة والعمال هم الأكثر معاناة بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد, كلنا لدينا أسر نتحمل مسئوليتها, وأبناؤنا يواجهون المصير المجهول الذي لا يعلمه إلا الله, جميع أصحاب الشركات السياحية اضطروا الي غلق شركاتهم في ساعات مبكرة من المساء بعد أن كنا نستمر في العمل طوال الليل والنهار بالأخص في المواسم مثل موسم العمرة والحج الذي اعتدنا عليه لكننا في هذه الأيام نضطر الي تسريح العمال الذين لا حول لهم ولا قوة وننهي عقودهم مضطرين... فهم يشعرون ان الجميع يحاربونهم في رزقهم ورزق أولادهم ولكن المشكلة الآن هي المطالبة باستقرار البلد وضع معالم الدولة وتنظيم قرارات الحكومة والتزامها أمام الشعب البسيط الذي يكافح من أجل الحياة وتحقيق أبسط الحقوق التي يطالب بها. ويضيف فاروق عطية مدير أحد المحال التجارية بمنطقة وسط البلد ان المشهد السياسي الحالي في مصر لا يطمئن الشعب فالبلد تعتبر في حالة ركود تام وهذا مشهد مختلف عن ذي قبل لأن المواطنين متخوفون مما يحدث داخل ميدان التحرير وشارع محمد محمود, فجميع الشوارع التي تؤدي الي منطقة وسط البلد وميدان التحرير وقصر العيني أصبحت الآن عبارة عن ثكنات عسكرية سواء للمتظاهرين أو حتي للباعة الجائلين الذين استوطنوا في كل مكان داخل الميدان وأمام الاتحادية وأيضا أمام المحكمة الدستورية, كما أن أسهل شيء هو منظر الخيام التي انتشرت داخل حديقة الميدان التي أصبحت مبيتا دائما للشباب المتظاهرين سواء المؤيدون أو المعارضون الشعب المصري حاله اختلف وتغير منذ عامين, حيث حاله الحزن والقلق أصبحت تسيطر علي الجميع كذلك العنف والبلطجة زادا بشكل ملحوظ لكن السؤال الآن ما ذنب هؤلاء البسطاء الذين يبحثون عن رزق يوم بيوم و انخفضت ساعات العمل بسبب الا أمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر. أما محمد هاشم احد سكان منطقة التحرير فيقول إننا جميعا تم حبسنا في منازلنا وانقطعت عنا جميع سبل المعيشة ونعيش في عزلة الأحداث التي فرضت علينا اجباريا وذلك خوفا من تعرض حياتنا للخطر وهناك من اضطر لهجرة مسكنه لفترة مؤقتة حتي تهدأ الاحداث وتعود الأمور الي طبيعتها ولكن هناك الكثيرين الذين لا يستطيعون ترك منازلهم وذلك بسبب الازمة المالية وضيق الحال مما جعلهم اسير منطقة التحرير وشارع محمد محمود ولكن للأسف المنطقة مليئة بالمنشآت الحيوية التي تتعرض لانتهاكات واعمال عنف وشغب مما يؤثر علي جميع المباني المحيطة بها ولكن المشكلة الآن هي الضغط النفسي الذي يؤثر علي حالة الطلبة الذين يعيشون في ارتباك بسبب مدارسهم المغلقة ونقلهم الي مدارس بديلة اخري ودخولهم في بداية امتحانات لضيق العام الدراسي الاول والاهالي الذين لا يستطيعون توصيل ابنائهم الي مقار الدروس الخصوصية كل ذلك يؤدي الي نتيجة سلبية لا نعلم مداها, والسؤال الي متي ستظل هذه المشكلة مستمرة وعملية الكر والفر بين المتظاهرين والحصار الدائم الذي اصبح يقع فيه سكان منطقة ميدان التحرير وقصرالعيني تسبب الارباك والانزعاج لسكان المنطقة وعلي الجانب الآخر توضح د. انتصار السبكي باحثة متخصصة في اعداد القادة السياسية ان كل ما يحدث ماهو إلا ورقة ضغط وانذار للحكومة بالمطالبة للحقوق المشروعة التي كانت تنادي بها ثورة25 يناير الذي يعتقد البعض انها كانت مجرد بروفة والثورة الحقيقية لم تقم بعد ومازالت مستمرة ويعتبر الاعتصام بالخيام في ميدان التحرير هو المتنفس الوحيد للمتظاهرين ولكن ليس بأسلوب وضع اليد والحصار الذي يعطل حياة المواطنين الساكنين فيها ليس لهم أي ذنب من كل الاحداث ولحل هذه الازمة هو فتح حوار وطني متواصل مع الرئيس د. محمد مرسي مباشرة وليس مع رجال حكومته وذلك للتوصل الي حلول سلمية ترضي جميع الاطراف دون الدخول مرة اخري الي المظاهرات المليونية التي يشكو منها شعب مصر ويتهمونها بوقف شريان الحياة