كان دوما في مقدمة الصفوف, يتقدم المسيرات, يقود جموع الصحفيين, يطلق الهتافات, في كل وقفة أو إحتجاج علي تقييد حرية الصحافة أو الصحفيين... إنه زميلنا الصحفي الشهيد الحسيني أبو ضيف الذي استهدفته واغتالته رصاصات الغدر والخيانة في أحداث الإتحادية... كان شهيدنا الحسيني مثالا للصحفي صاحب الرسالة و للثائر والمناضل الحق, عهدته هاديء النفس, دمث الخلق, باسم المحيا, عف اللسان, لطيف المعشر. ولكن خلف هذا الهدوء الذي يلوح من كل تصرفاته وإيماءاته, كانت تكمن روحه الثائرة الوثابة, التي كانت ترفض الظلم والفساد والديكتاتورية, وتجأر بقول الحق بكل قوة,...لم يركن إلي تحقيق طموحه الشخصي والمهني كأي شاب, بل نذر نفسه للدفاع عن الحقوق والحريات وقضايا الوطن أينما كانت منذ أن كان طالبا, وكان قد تم فصله أثناء دراسته الجامعية لأنه عمل ضد الفساد والتوريث. في آخر تغريداته قبيل استشهاده تمني أن يلقي وجه ربه شهيدا, وأوصي الجميع بالسير علي دربه, فوهبه الله ما أراد... فأذهب ياحسيني يا أخانا وزميلنا الحبيب لملاقاة وجه ربك الكريم رضي النفس مرفوع الرأس, فقد أديت ماعليك نحو ربك ووطنك ومهنتك, وليرحمك الله رحمة واسعة ويسبغ عليك رضوانه, ويصبر قلب أمك وقلوب أحبائك. وستبقي ياحسيني صوتا لضمائرنا وعنوانا لشرف مهنتنا التي توجه إليها اليوم السهام من كل حدب وصوب, وسنسعي مااستطعنا للدفاع عن المباديء التي عشت من أجلها, ولقيت وجه ربك وأنت تجاهد في سبيلها, سنسعي للدفاع عن المهنة, وعن الوطن الذي أردته حرا ديمقراطيا عزيزا... ولن يهدأ لنا نحن زملاؤك وإخوانك ورفاق مهنتك بال أو تقر لنا عين دون القصاص لك من قتلتك... من خفافيش الظلام الذين استهدفوك ويستهدفون وطنك ظلما وعدوانا.. الشهود موجودون والأدلة دامغة, ولعن الله من أيقظ الفتنة, وفي القصاص حياة, وماضاع حق وراءه مطالب المزيد من أعمدة أسماء الحسينى