لعل إعلان هذه المعلومة كفيل بان يكشف أبعاد ازمة توسع الدول المنتجة للمحاصيل الزراعية في استخدامها في انتاج الوقود الحيوي( أي توليد الطاقة) تزويد سيارة صغيرة بالوقود الحيوي اي بنحو40 لترا, يكفي لاطعام شخص عام كامل.. ففي الوقت الذي يزداد فيه عدد من يعانون نقص الغذاء في العالم ليتجاوز مليار نسمة, تتجه الدول المنتجة للمحاصيل الغذائية الي التوسع في استخدامها في انتاج الوقود الحيوي حيث قفز الانتاج العالمي بنسبة290% ليصل الي24.7 مليار جالون في2010 مقابل8.6 مليار جالون في1997 بمعدل نمو1.4 مليار جالون سنويا, ويعتبر كثير من الاقتصاديين خاصة في العالم النامي ان التوسع في انتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية غير اخلاقي في ظل زيادة وطاة المحرومين والذين يعانون من نقص الغذاء في العالم, كما يؤكد الدكتور سعد نصار استاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة ومساعد وزير الزراعة السابق, ويشير إلي أن الدول التي تتوسع في انتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية ولديها خطط في هذا السياق هي البرازيل والولاياتالمتحدةالامريكية, الي جانب الاتحاد الاوروبي, وذلك من محاصيل سكر القصب والبنجر, والذرة, والزيوت النباتية, حيث تمتلك هذه الدول خططا للتوسع سنويا في انتاج هذا الوقود الحيوي بتقديم دعم كبير لهذا الغرض. وتستهدف الولاياتالمتحدة انتاج نحو20% من استهلاكها من الطاقة من الوقود الحيوي بحلول عام2017 بانتاج نحو25 مليار جالون, في حين يسعي الاتحاد الاوروبي يتبني خطة للتوسع في انتاج هذا الوقود بحلول عام2020, الي جانب البرازيل التي قامت بالتعاون مع الولاياتالمتحدة بانشاء منتدي عالمي للوقود الحيوي للحوار بين المنتجين والمستهلكين لهذا الوقود. وتعتبر مصر ودول العالم النامي ان انتاج هذا الوقود من المحاصيل الغذائية عمل لا اخلاقي في ظل تزايد النقص في السلع الغذائية والذي يقابله زيادة في عدد السكان في العالم مما يترتب عليه بالضرورة ارتفاع اسعار السلع الغذائية عالميا مما يضر كثيرا بالدول الفقيرة. ووفقا للدكتور سعد نصار فان قمة الامن الغذائي في روما منذ سنوات التي نظمتها منظمة الاغذية والزراعة بالامم المتحدة علي ضرورة العمل الجاد لخفض عدد الذين يعانون من نقص الغذاء في العالم وخفض النسبة الي النصف الا ان ما حدث هو ارتفاعها الي مليار بعد ان كانت800 مليون وقتها, كما نبهت الي اهمية تلافي الاسباب التي ادت الي انهيار نظام الامن الغذائي وفي مقدمتها تراجع الاستثمارات الزراعية في العالم من20% من اجمالي الاستثمارات عام1980 الي4% فقط الي جانب انخفاض المساعدات الدولية للزراعة من17% الي5%, ودعت الي ضرورة مضاعفة الانتاج العالمي من الغذاء بنحو70% بحلول عام2050 بضخ83 مليار دولار استثمارات في قطاع الزراعة سنويا. في مواجهة تعلل الدول التي تسعي للتوسع في انتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية بارتفاع أسعار النفط كدافع لهذا التوجه, جاء الاقتراح المصري علي قمة الغذاء العالمي بأن الدول المستفيدة من النفط بالاساس هي الدول المتقدمة وشركاتها متعددة الجنسيات, كما اقترحت في هذا الاتجاه ضرورة عقد اجتماع عالمي للمنتجين والمستوردين لكل من النفط والغذاء في العالم للاتفاق علي سياسة تراعي تحقيق التوازن في المصالح وتلبي احتياجات سكان العالم خاصة الدول النامية من الغذاء حيث ان معظم بل الغالبية العظمي ممن يعانون نقص الغذاء وارتفاع اسعاره من سكان العالم النامي. كما دعت مصر الي التوسع في انتاج الوقود الحيوي ولكن من المحاصيل غير الزراعية مثل الجاتروفا والهوهوبا والجوجوبا خاصة انها تعتمد علي المياه الهامشية من الصرف الصحي المعالج وايضا يتم زراعتها في المناطق الصحراوية اضافة الي انها غير ملوثة للبيئة. و يعضد من وجهة النظر التي طرحتها مصر ما كشفت عنه دراسة حديثة قدرت عدد سكان العشوائيات بنحو15 مليون نسمة في مصر, يسكنون في1171 منطقة علي مستوي الجمهورية, وقالت الدركتورة هبة نصار نائب رئيس جامعة القاهرة واستاذة الاقتصاد في افتتاح مؤتمر البحث العلمي في خدمة الاهداف الانمائية التي نظمتها جامعة القاهرة, أن السبب الرئيسي لانتشار هذه العشوائيات يكمن في الهجرة من الريف الي المدينة بسبب تراجع الاستثمارات في الزراعة وفرص العمل الي جانب نقص الخدمات, كما أن ما يزيد علي6 ملايين من هؤلاء الذين يسكنون في المناطق العشوائية يتركز في القاهرة, اضافة الي ان هناك حوالي5.67 ملايين يسكنون في المقابر في اكثر من500 منطقة عشوائية وفق تقرير للجهاز المركزي للاحصاء.