شهد افتتاح أعمال قمة الغذاء العالمية في روما انتقادات لمسألة الدعم المقدم لعمليات إنتاج الوقود الحيوي في الوقت الذي تتخذ فيه دولا في مقدمتها الولاياتالمتحدة والبرازيل والاتحاد الأوروبي مواقف دفاعية لتبرير سياساتها الرامية للتوسع في إيجاد مصادر بديلة للطاقة. وأشار جاك ضيوف مدير عام منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة " الفاو" في كلمة ألقاها أمام زعماء ورؤساء حكومات الدول المشاركة في أعمال القمة إلي أن أزمة انعدام الأمن الغذائي التي يواجهها العالم تعتبر مشكلة سياسية. وقال "إن لا أحد يفهم كيف كان لإنفاق ما بين 11 و 12 مليار دولار سنوياً علي الدعم وفرض السياسات الحمائية تأثيره في تحويل نحو مليون طن من الحبوب والمحاصيل الزراعية والمخصصة كغذاء لسكان العالم وذلك للاستخدام في إنتاج الوقود الحيوي". وأشار ضيوف في كلمته التي أوردتها صحيفة "الفاينانشيال تايمز" عبر موقعها الإلكتروني إلي أنه من الصعب أيضاً شرح كيف لا يمكن تدبير 30 مليار دولار سنوياً كإعانات زراعية من الدول الغنية لتمكين حوالي 862 مليون شخص علي مستوي العالم من الحصول على حقهم الأساسي كبشر وهو الحق في الغذاء وبالتالي حقهم في الحياة. ودعا في ذلك الصدد إلى توفير سنويا استثمارات تقدر بنحو 30 مليار دولار لزيادة الإنتاج الزراعي ومواجهة شبح الجوع في العالم. وأشار المسئول الدولي إلي أن لا أحد يفهم كيف عملت الدول الغنية علي إرباك السوق العالمي وذلك في ضوء إنفاق تلك الدول حوالي 272 مليار دولار لدعم إنتاجها الزراعي. ومن جانبه حاول الرئيس البرازيلي لويز ليناسيو دا سيلفا الرد على الانتقادات الموجهة للوقود الحيوي مشيراً في كلمته إلي أن هناك بعض جماعات الضغط تسعي لإلقاء مسئولية الارتفاعات الأخيرة في أسعار الغذاء عالمياً على مشاريع إنتاج الإيثانول . ويري أن الربط بين مسألة أسعار الغذاء وعمليات إنتاج الوقود الحيوي غير سليمة . وقال إن الزيادة في أسعار الغذاء ليس لها تفسير واحد بل أنها ترجع لتضافر عدة عوامل معللا ارتفاع فاتورة الغذاء لزيادات أسعار النفط والأسمدة الزراعية فضلا عن التغيرات المناخية وتنامي حجم الاستهلاك في الدول النامية بجانب عمليات المضاربة في أسواق السلع والسياسات الحمائية المفروضة من الدول الغنية. ومن المنتظر أن تتركز مناقشة قمة الغذاء العالمية خلال أعمالها التي تستمر 3 أيام علي قضية توسع الدول الصناعية في إنتاج الوقود الحيوي بجانب الإجراءات التي تفرضها بعض الدول علي صادراتها. وجاءت كلمة سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون في افتتاح القمة كمحاولة لإيجاد حل لأزمة الغذاء عن الجدل الدائر حول مشاريع إنتاج الوقود الحيوي. وطالب بزيادة إنتاج الغذاء العالمي بنسبة 50 بالمائة بحلول عام 2030 ليلبي الطلب المتزايد. وقال الأمين العام "إن الدول يجب أن تقلل من قيود الصادرات والتعرفة الجمركية للتوريد لتقليل من أزمة أسعار الغذاء التي سببت المجاعة والشغب في أنحاء العالم". وحث بان كي مون على إيجاد حل سريع لمحادثات التجارة العالمية. هذا وقد بدأ اليوم رؤساء حوالي خمسين دولة وحكومة في العالم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في العاصمة الإيطالية روما اجتماعات تستمر ثلاثة أيام في محاولة لإيجاد حلول للازمة الغذائية العالمية وارتفاع الأسعار.