أكد السفير الفرنسي بالقاهرة نيكولا جاليه أن إعلان إسرائيل عن نيتها إقامة مستوطنات جديدة في القدس يمثل عقبة أمام تحقيق السلام مشددا علي اهمية وقف بناء هذه المستوطنات مشيرا إلي أن فرنسا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي قامت باستدعاء السفير الاسرائيلي لديها وأبلغته إدانتها لهذا القرار. وقال السفير الفرنسي جاليه في حوار مع الأهرام إن مصر لعبت دورا مهما ومركزيا في وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خلال الأزمة الأخيرة في غزة. وفيما يلي التفاصيل: الأهرام: بعد حصول فلسطين علي صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة بإجماع دولي وإصرار إسرائيلي علي المضي في بناء المستوطنات.. هل يمكن أن نري بداية لموقف أوروبي مختلف إزاء بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية ؟ ج: بخصوص حصول فلسطين علي وضع مراقب في الأممالمتحدة لم يكن هناك كما تعلمون موقف أوروبي موحد في هذا الشأن, ولكن كما تعلم فرنسا قامت بالتصويت لصالح حصول فلسطين علي هذا الوضع, وهذا الموقف الفرنسي يعكس موقفا ثابتا تتبناه السلطات الفرنسية في هذا الشأن. أما فيما يتعلق بالموقف الأوروبي و الفرنسي تجاه المستوطنات الاسرائيلية.. هناك موقف أوروبي واضح ومتماسك منذ عدة سنوات, ولا نكل ولا نمل من التعبير عنه في جميع المنتديات الدولية وهو أننا نري أن المستوطنات تمثل عقبة أمام السلام, وأنه يتعين وقف هذه المستوطنات. وكما تعلمون عقب إعلان اسرائيل عن نيتها التي تم التعبير عنها مؤخرا عقب التصويت الذي تم في الأممالمتحدة, هذه النوايا الإسرائيلية أثارت رد فعل أوروبي قوي للغاية, وقامت عدة عواصم أوروبية ليس فقط فرنسا باستدعاء سفير اسرائيل لديها للتعبير عن الإدانة القوية لهذه النوايا الاسرائيلية. الاهرام: كيف ترون قيام اسرائيل باحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية التي يتم تحويلها للسلطة الفلسطينية ردا علي حصول فلسطين علي العضوية في الأممالمتحدة ؟ ليست هذه هي المرة الأولي التي يحدث فيها هذا الأمر, في كل مرة نقوم بمطالبة السلطات الاسرائيلية بكل إصرار لتحويل أو رد هذه المبالغ لصالح السلطة الفلسطينية كما يجب أن يكون. الأهرام: هل تتوقع أن تشهد الفترة القادمة إنفراجة في عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ؟ الوضع الجديد الذي حصلت عليه فلسطين في الأممالمتحدة كان خطوة مهمة ورئيسية, لكنها خطوة رمزية تستدعي بعض العناصر, ويبقي أن نعمل علي الأرض من أجل إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية, وهذا ما قمنا بالإشارة إليه عندما قمنا بالتصويت الإيجابي لصالح وضع فلسطين الجديد في الأممالمتحدة, قامت فرنسا بالتذكير بأهمية إعادة المفاوضات, ويتعين علي الجميع بذل كافة الجهود من أجل إعادة إطلاق هذه المفاوضات بناء علي قرارات الأممالمتحدة السابقة وحدود1967 ومبدأ مبادلة الأرض مقابل السلام. يجب علي الجميع أن يعمل للوصول إلي مخرج إيجابي وإيجاد تسوية لهذا الصراع حيث يجب علي فلسطين أن تحظي بدولة كما هو حال بقية الدول الموجودة بالمنطقة, دولة تكون سلمية وديمقراطية, نحن نري أن الدولة الفلسطينية هي خير ضمان لأمن الشعب ودولة اسرائيل. الأهرام: كيف ترون مستقبل عملية السلام في ضوء ثورات الربيع العربي ؟ نعم هذه الثورات العربية أدت إلي تدعيم الطابع العاجل للتوصل الي تسوية للصراع الفلسطيني, كما أن في الدول العربية التي قامت شعوبها بتحديد مصيرها بنفسها, بات الاهتمام القوي للرأي العام بالقضية الفلسطينية يلقي انصاتا أفضل لدي الحكام. الأهرام: كيف تري سيادة السفير الدور الإيراني في تفجر الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وغزة؟ الدور الإيراني في المنطقة هو دور لا يدفع نحو تسوية مختلف المواقف والصراعات الموجودة في المنطقة, وهذا الأمر يتجلي بصورة واضحة في الأزمة السورية, حيث التدخل الإيراني فيها واضح. من جهة أخري, لدينا مواقف واضحة للغاية فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني, نحن ننادي السلطات الإيرانية بأنه يجب عليها أن تتسق مع القرارات الدولية في هذا الشأن, وبصفة عامة لا نري أن السلوك الإيراني سواء علي المستوي الإقليمي أو الدولي هو سلوك يسهل من حل وتسوية المواقف والأزمات. الاهرام: ألا تري أن القضية الفلسطينية في حاجة إلي نوع جديد من استراتيجيات التفاوض لوضع حد جذري للصراع وإقامة الدولة الفلسطينية ؟ هذا الأمر يتوقف علي عاتق الأطراف نفسها للتوصل الي هذه الاستراتيجية الجديدة, وهناك أمر هام وهو يجب علي الأطراف أن تظل وفية وملتزمة بالقواعد المتعلقة بهذه العملية وهي مبدأ مبادلة الأرض مقابل السلام ومرجعية مدريد وغيرها من القرارات الدولية في هذا الشأن, وكل الأمور تمثل قاعدة واساس لعملية التفاوض, أما فيما يتعلق بالاستراتيجيات والوسائل الجديدة أن تجدها, هذا الأمر يقع علي عاتق الأطراف ا للتوصل إليها, ونحن سنقوم بمساندة الأطراف إذا أرادت أن تتوصل إلي هذه الاستراتيجية الجديدة وقامت أيضا بإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.