إذا التقي مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.. هكذا جاء بالسنة النبوية المطهرة التي أوصتنا بالعض عليها بالنواجذ.. أقول هذا بمناسبة الشجار الذي يدور في بعض ميادين مصر أن نأخذ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم النهي عن اقتتال المسلمين لأنه اذا ما انتهي بقتل أحدهما للآخر فالاثنان في النار. ألا يأخذ المتشاجرون من سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وأن يحفظوا لمصر أمنها وأمانها فمصر لها خصوصية وعندما قدم إليها أنبياء الله فكان طلبا لهذا الأمن والأمان. لقد كانت مصر الدولة الوحيدة التي استقبلت المسيح عليه السلام وعلي مدي التاريخ أقبل علي مصر الأنبياء بداية من خليل الرحمن إبراهيم أبوالأنبياء وكان قدومه في الثاني عشر من سفر التكوين بسبب القحط والجوع الشديد الذي حل بفلسطين.. ثم يخرج إبراهيم عليه السلام بهاجر المصرية أم بكر بنيه إسماعيل عليه السلام ومن أبناء يعقوب ابن ابراهيم. وفد يوسف عليه السلام إلي مصر بعد أن غدر به إخوته وألقوا به في البئر والتقطته احدي القوافل لتبيعه في مصر.. ولقد اشار القرآن الكريم في سورة يوسف إلي قدوم يوسف عليه السلام إلي مصر, وظلت مصر مهد الأديان تفتح ذراعيها لاستقبال الوافدين الكرام فاحتضنت موسي عليه السلام وليدا علي محفة تنساب فوق صفحة النيل ورضيعا في قصر فرعونها وفتي يافعا يتلقي حكمتها وتبدأ رسالة موسي عليه السلام من مصر فيؤمن الناس به إلا فرعون الذي قرر البطش به وبمن آمنوا معه, ويصدر الأمر الإلهي إلي موسي عليه السلام بالخروج من مصر.. وتلوذ العائلة المقدسة بمصر وتأتي السيدة مريم العذراء بابنها عيسي عليه السلام من فلسطين إلي مصر, هربا من بطش الرومان, وانطلقت مواكب النور من فلسطين لتحمل نور الدعوة المحمدية إلي مصر التي أوصي خاتم الأنبياء والمرسلين بأهلها خيرا. ويختار آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم مصر محلا لإقامتهم بعد فاجعة كربلاء التي استشهد فيها الحسين بن علي واثنان وسبعون من رجال بني هاشم والصحابة والتابعين, لما سمعوه عن آلها أهلها من محبتهم لآل البيت وولائهم ومودتهم لذوي القربي ولما يعرفون عن مصر كنانة الله في أرضه. إبراهيم عناني عضو اتحاد المؤرخين العرب