كتبت مقالا بجريدة الأهرام في 10 ديسمبر 2011 بعنوان سباق الفرص الضائعة أم سباق الرئاسة؟ تناولت فيه تاريخ اتفاقية منع الانتشار النووي التي تم اقرارها في عام 1970, وأوضحت أن كل دول منطقة الشرق الأوسط بما فيها الدول العربية منضمة لهذه الاتفاقية باستثناء إسرائيل, وتطرقت لمجموعة كبيرة من القضايا المهمة. ولما كان ذلك حدث بعد ثورة25 يناير فقد تصورت أن عهد الاستسهال والتنديد والشجب وغياب الرؤية قد ولي, وتصورت أن مصرا جديدة قد ولدت, مصر التي لاتغض الطرف عن أمنها وأمن شعبها, مصر الرائدة الجامعة لكلمة العرب وتوحدها, لذلك اقترحت آلية جديدة نستخدم فيها كل قوانا للوصول إلي النتيجة المرجوة, وناشدت الجميع مؤسسات وأفرادا أن يولي الأمر اهتماما كبيرا لما له من تأثير علي أمن المنطقة وأمن الأجيال القادمة, وبدأت أراقب التطورات علي المستوي الدولي والإقليمي ولمتابعة الإجراءات والسياسات المتاحة لفهم مايحدث من ترتيبات فلم أجد سوي أنشطة ابتدائية لاترقي لسياسات دول ذات رؤية وإرادة للفعل والعمل الجاد, وتابعت ايضا مجهودات المنسق المعين للمؤتمر السفير جاكو لاجافا الفنلندي ومحاولاته لاقناع الجانب الإسرائيلي بالمشاركة الفعالة, إلي أن فوجئت من عدة أيام بخبر في صحفنا تزف إلينا خبر إلغاء المؤتمر ونقلا عن وكالات الأنباء العالمية, وخبر آخر تأسف فيه بريطانيا لإلغاء المؤتمر, أما التفسير الأمريكي فكان عدم امكانية عقد المؤتمر المعني بهذا الشأن لعام 2012 بسبب الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وعدم توصل دول المنطقة إلي اتفاق علي شروط مقبولة لعقد المؤتمر, إلا أن الحزن والقهر الذي شعرت به في حينه هو موقف الدولة المصرية من ذلك ولن أعلق حفاظا علي أدب التخاطب, كان وللأسف لاشيء بتاتا, لاشيء كأنما الحدث يخص دولة الواق, حتي بيانات الشجب والتنديد ايضا افتقدناها, وحتي خبر من متحدث مصري أو تعليق لايوجد ياسادة ليس هكذا تدار ملفات غاية في الخطورة في دولة بقيمة مصر وحجم مصر ان كنتم لاتعلمون, وليس هكذا تكون مواقفنا, وهكذا لن يستجيب أحد لمطالبنا المشروعة. كنت أتصور رد فعل من الدولة المصرية يحلم به المجتمع الدولي وعلي رأسه الدول العظمي أن مصر التي قادت دول المنطقة للتوقيع علي المد الانهائي للمعاهدة قادرة علي العمل الجماعي لتجميد تطبيق الاتفاقية إذا لم تتحقق شروط الملحق الخاص بإعلان وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية. كنت أتصور أن مندوب مصر في الأممالمتحدة يقوم بإبلاغ مجلس الأمن وباسم الدول العربية جمعاء استياءها مما حدث, وأنها ستنظر في خطط جماعية جديدة لتنفيذ الاتفاقية بملاحقها, كنت أتصور أن تودع مصر خطاب احتجاج للدول المودعة للاتفاقية تندد بالحالة التي وصلنا إليها مع الإعلام أن مواقفنا لن تقف عند التنديد والشجب, وستعرف حدودا أوسع بكثير من حدود المنطقة, كان يجب الدعوة لمؤتمر عربي وعلي مستوي القمة ليعلم الجميع اننا لن نقف مكتوفي الأيدي نشاهد مايجري, وكأننا غير معنيين, وان لدينا أوراقا عديدة لضبط الحالة وإعادة المسار لتحقيق السلم والأمن الإقليمي أفعال كثيرة ولكن للأسف لم تحدث, لكن ماذا أقول فلا ثورة قامت ولاحق رجع, بل ضاعت الكرامة قبل ضياع الأمن وضاعت الرؤية والموضوعية وضاع معها الأمل في غد أكثر اشراقا, وكل مؤتمر وأنتم بخير وكل ثورة وأنتم نيام. كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق