اليوم نتحدث عن مشاهد التحول لمسارالتاريخ المصري ليلحق بركب التطور, والثورة الصناعية الوليدة في أوروبا الحديثة علي يد( محمد علي). ليسير شعب مصر نحو الحداثة بمفهومها الشامل, وترفع عنه المظلمة من تاريخ التناحر والتخلف للحكم المملوكي, ولتمتد حدودها شرقا وجنوبا الي مناطق حوض النيل بكيانها العسكري الوليد, وحداثة الصناعة والتعليم والثقافة.. الخ, وتدينها الفاعل والوسطي بقيمها ومؤسساتها الدينية( الأزهر الشريف), بالإضافة الي مؤسساتها الحاكمة لتحاكي عواصم الدول الأوروبية.. وتمتد الي قناة السويس لتصبح مصر مطمعا للغرب, ويحل الانتداب البريطاني, ثم تقوم أول ثورة مضادة للاحتلال(1919) وعرابي علي الحكم الموالي للغرب, وقضية التحرير من دول الانتداب( فرنسا وإنجلترا), بتفعيل الأحزاب السياسية والدستور والقوي الناعمة لتقود عالمها العربي نحو عصر جديد, مع ظهور القوي العظمي الجديدة( أمريكا), المهيمنة أخيرا بالقوي النووية, والسيطرة الأقتصادية, واستغلال مناطق الثروات الطبيعية والبترولية والتعدينية والزراعية بدول الشرق الأوسط وأفريقيا, وحال أول تجمع عربي تحت مظلة جامعة الدول العربية, وميثاقها الفاعل لتتجاوز القضية الفلسطينية وأزماتها الواردة بحكم التاريخ وتفعلاته الإقليمية والعسكرية والاقتصادية, ثم الاتحاد الإفريقي, وظهور الاكتشافات البترولية في المنطقة العربية.. لينشق الفكر الاقتصادي والأجتماعي المتكامل بينهما الي جزأين, دول أقتصاد( بترول) ودول اقتصاد( زراعة) تحكمه حثيات النمو المدعم, وأطلق علي دول البترول بالنمو السريع( الغنية) والدول الزراعية بالنموالمحدود( الفقيرة), بالإضافة الي العلاقة المتناقضة بين كثافة السكان والدخل القومي بينهما, وتأتي المحطة التالية ثورة23 يوليو, وهي الفاصلة في كيانات دول المنطقة بل العالم بأثره.. ومازال.! مع استمرار الأحتدام والانشقاق بين الشعب الفلسطني بهدف الانقضاض علي مشروع الكيان وأهدافه, بتجلي الصراع المسلح, بالجهاد والإرهاب لتنفصل فلسطين( غزة) عن الضفة, وتعوم القضية علي بركة مياه عكره تحت سماء ملبدة بالغيوم وتنعدم معها الرؤية, ويغيب العقل والضمير.. ومازال!!. ( للحديث بقية) [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم