كان قرارا حكيما ان يتراجع الإخوان المسلمون والسلفيون وبقية التيارات الإسلامية عن مليونية ميدان عابدين وجامعة القاهرة.. كان من الضروري ان يحدث هذا التراجع تجنبا لمذبحة كبري بين السلطة والمعارضة.. لابد ان يدرك التيار الإسلامي في مصر الآن انه يحكم وان في يده سلطة القرار ويستطيع ان يوافق وان يمنع ولهذا لابد ان تكون كل قراراته مدروسة وحكيمة وحريصة علي المسئولية.. واليوم يخرج الإخوان والسلفيون في مظاهرة تأييد للإعلان الدستوري وللرئيس محمد مرسي ويصرون علي أن تكون في ميدان التحرير وهنا يمكن ان تكون الكارثة.. في مرات سابقة لم يحاول الإخوان الدخول في مواجهة مع التيارات الأخري تجنبا لصدام متوقع وحدث هذا أخيرا في مظاهرة عابدين وجامعة القاهرة ولا ينبغي ان يذهبوا اليوم إلي ميدان التحرير وفيه الالاف من القوي المدنية.. قد يري البعض ان ميدان التحرير من حق جميع القوي السياسية ولا يستطيع أحد ان يمنع تيارا سياسيا من النزول إلي الميدان وهذه حقيقة.. ولكن لا توجد ضمانات كافيه تمنع الصدام اليوم خاصة امام حالة العنف والإختناق التي تجتاح الشارع وما يحدث الأن بجوار السفارة الأمريكية شيء مزعج للغاية ان قوي الإسلام السياسي تصر علي التظاهر في ميدان التحرير والقوي المدنية تصر علي البقاء فيه وتعلن صراحة انها ستمنع الإخوان المسلمون والسلفيون من دخول الميدان.. نحن الآن امام مشروع مذبحة دموية أكبر بكثير مما حدث في موقعة الجمل اثناء ثورة يناير ومصر ليست في حاجة إلي مأساة جديدة.. أين العقلاء في التيار الإسلامي لمنع هذه الكارثة وأين العقلاء في التيار المدني لمنع هذا الصدام الدامي ان الأقرب إلي الحكمة ألا يذهب الإخوان والسلفيون اليوم إلي ميدان التحرير ويجب ان يصدر قرار رئاسي يمنعهم من ذلك لأن مصر لا تحتمل مثل هذه الكارثة ويكفينا ما نحن فيه.. شيء من الحكمة يا عقلاء الإخوان وشيء من الإنضباط يارموز التيار المدني واتقوا الله في مصر. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة