السياسيون الكبار يلعبون بشباب هذا البلد.. ما حدث في ميدان التحرير كان نتيجة متوقعة للصراعات السياسية بين التيارات المختلفة, وهي جميعا لا تخاف الله في مصر ولا يمكن أن تكون حريصة عليها.. في الفترة الماضية اشتعلت المواجهة بين القوي السياسية امام زعامات وأسماء لم تقدر المسئولية كما ينبغي.. إن المهاترات التي ارتفعت في تصريحات التيارات السياسية هي التي اشعلت الفتنة في ميدان التحرير وهي التي اراقت دماء هؤلاء الشباب.. لا اعتقد أن من بين المصابين والجرحي ابنا من ابناء هذه الزعامات, لا اصدق ان بينهم ابن مسئول كبير في الإخوان المسلمين أو الأحزاب الأخري التي مازالت تمارس العبث السياسي بجهل وانانية وغباء.. لا اعتقد أن المصابين في المستشفيات قد خرجوا من بيوتهم للاعتداء علي زملاء ميدان التحرير ولكنه تحريض الكبار, وكما قلت انها عشوائية التفكير والمواجهة, ما ذنب هؤلاء الشباب الذين اشتبكوا مع بعضهم وجهابذة الأحزاب والإخوان يشاهدونهم علي شاشات الفضائيات وهم جالسون في بيوتهم بين زوجاتهم وأبنائهم.. انه شئ من الجنون ان يشارك الشباب المصري الواعد في مثل هذه الألاعيب التي ينصبها الكبار.. إنه شئ من الجنون أن يترك الآباء الغلابة أبناءهم وقودا لمواجهات سياسية ساذجة تفتقد الوعي والضمير والحكمة وتلقي بنا إلي متاهات مجهولة.. علي كل اب ان يمنع ابنه من المشاركة في هذا العبث السياسي, وحين نجد بيننا قيادات سياسية تدرك المسئولية والأمانة يمكن أن نطالب الشباب بالخروج والتظاهر السلمي كما كانت ثورة يناير, اما هذه التصفيات والمعارك في ميدان التحرير فليتحمل السياسيون الكبار نتائجها بعيدا عن شباب هذا الوطن. ما ذنب عشرات المصابين في هذه الأحداث المؤسفة وكيف يتحول ميدان التحرير رمز الثورة وأحد مفاخرها إلي ميدان للمعارك بين ابناء الوطن الواحد, ان ما حدث يفتح ابوابا واسعة لصراعات ومواجهات أكبر, ولهذا فإن الموقف يحتاج إلي قرار حاسم يمنع المظاهرات في الأيام القادمة لأنه لا توجد ضمانات لأن تكون المظاهرات سلمية. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة