تظاهر أمس عشرات الآلاف من عمال مصانع الملابس الغاضبين في بنجلاديش عند مشارف العاصمة دكا للاحتجاج علي ما سموه بمصانع أفخاخ الموت بعد اندلاع حريق في مصنع للملابس مكون من9 طوابق السبت الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من100 قتيل واصابة150 آخرين, بعد أن حاصرت النيران حوالي1000 عامل بالمصنع في أسوأ حريق من نوعه في تاريخ بنجلاديش علي الإطلاق. وقالت الشرطة ومسئولون إن المخارج الضيقة في المبني المؤلف من تسعة طوابق أدت إلي حبس العمال بالداخل, مما أسفر عن تزايد عدد الضحايا. وتقدم المتظاهرون الجنازات الجماعية لضحايا الحريق, وأغلقوا بالقوة عدة مصانع, وقطعوا الطريق السريع المؤدي للمنطقة الصناعية في مدينة أشوليا الصناعية, وطالبوا بعقوبات رادعة لأصحاب مصانع تزرين فاشونز. وفتحت الحكومة وجهاز الشرطة تحقيقين جنائيين منفصلين في الحادث لإظهار مدي مسئولية ملاك المصانع عن تلك الكارثة. وكانت الشيخة حسينة واجد رئيسة حكومة بنجلاديش قد أعلنت أمس يوم حداد علي أرواح ضحايا حريق السبت الماضي. وزاد من درجة الغضب أنه بعد يومين فقط من الحادث الأول اندلع أمس حريق آخر في مبني مكون من12 طابقا ويضم عدة مصانع للملابس في إحدي ضواحي العاصمة, لكن مسئولا في جهاز الإطفاء قال إن الحريق تحت السيطرة. وقال أمير الحق أمين رئيس الاتحاد الوطني لعمال الملابس في بنجلاديش إن هذا الحادث المروع- الحادث الأول- جاء نتيجة لاستمرار الإهمال في سلامة العمال ورعايتهم, وقال: كلما يشب حريق أو يقع حادث تجري الحكومة تحقيقا وتدفع السلطات وكذلك أصحاب المصانع بعض المال وتطلق تأكيدات علي تحسين معايير السلامة وظروف العمل, لكنهم لا يفعلون هذا أبدا. ومن جانبه, قال فيل روبرتسون نائب مدير منظمة هيومان رايتس ووتش في آسيا إن أصحاب المصانع والماركات العالمية يحاولون دائما الحفاظ علي رخص تكلفة مصنوعاتهم علي حساب إجراءات السلامة المهنية للعمال. ويوجد في بنجلاديش حاليا نحو4500 مصنع للملابس, وهي ثاني أكبر دولة مصدرة للملابس في العالم بعد الصين, إذ تمثل الملابس ما يصل إلي80% من إجمالي الصادرات التي يبلغ حجمها24 مليار دولار سنويا, ويعمل في تلك الصناعة40% من سكان البلاد.