قبل العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة كانت هناك مفاجأة أو صدمة شديدة أصابت رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نيتانياهو عقب إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية لأن الانتصار الكبير في تلك الانتخابات حققه آخر شخص كان نيتانياهو ومستشاروه يريدون رؤيته لمدة أربع سنوات أخري في البيت الأبيض وهو باراك أوباما. نيتانياهو كان علي قناعة تامة أن منصب رئيس الولاياتالمتحدة محجوز لمرشحه المفضل وصديقه الجمهوري ميت رومني.. لكن تري ماذا سيكون عليه الوضع بين نيتانياهو وأوباما عقب اتفاق التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وما الذي جعل نتانياهو ومستشاره السياسي رون درمر وهو من أصل أمريكي وباقي مستشاريه يخطئون في قراءة الخريطة السياسية الأمريكية وتجاهل كافة استطلاعات الرأي التي كانت ترجح كفة أوباما؟ البعض في إسرائيل يري أن أوباما سينتقم من نيتانياهو قريبا وبالتحديد في الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها في يناير المقبل عن طريق تقديم كل الدعم والمساندة لخصوم نتايناهو ومنافسيه.. من ناحية أخري يري المحلل السياسي دوري جولد ان الشيء الذي ميز علاقات أوباما بإسرائيل في الولاية الاولي هو الفروق الفكرية الكبيرة بين تل أبيب وواشنطن في موضوعات رئيسية في الشرق الاوسط حيث يقول: بدأ أوباما ولايته بمحاولة اتباع سياسة الحوارمع ايران في حين أدركت اسرائيل ان طهران تحاول كسب الوقت.. أيضا رأي اوباما أن الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني عامل مهم في استقرار الشرق الاوسط ويمكن الولاياتالمتحدة من تقوية علاقاتها بالعالم العربي. وطبقا لما ورد في صحيفة واشنطن بوست انتقد الرئيس اوباما اثناء لقاء مع زعماء يهود تم في2009 سلفه في المنصب الرئيس جورج بوش بسبب علاقاته القريبة باسرائيل فأوباما يري أن عدم الهرولة نحو اسرائيل ستؤدي بها الي تنازلات اخري في المسيرة السياسية وترفع في المقابل أسهم الولاياتالمتحدة في نظر العالم العربي ويتساءل جولد ماذا سيحدث الآن؟ ويجيب ان سياسة أوباما الخارجية مركبة من خليط من اعتقاداته الشخصية ومن التصورات العامة التي راجت في معاهد البحث بواشنطن. حينما كان اوباما سيناتور عارض الحرب في العراق في2003 قبل ان يكون هذا الموقف شعبيا بكثير. لكن وفي الوقت نفسه كانت الدعوة الي الحوار مع نظام آيات الله رائجة حينما تولي منصبه. وقد أيد ذلك التصور وزراء خارجية سابقون مثل جيمس بيكر بل مثل هنري كسينجر. لكن المشكلات التي اضطرت اسرائيل الي مواجهتها مع ادارة اوباما في الولاية الاولي قامت بقدر كبير علي توجهات واسعة اتصلت بنظرة المؤسسة الامريكية فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وقد تبين لادارة اوباما في السنوات الماضية ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني أشد تعقيدا من وصف الخبراء في واشنطن في.2009 شعر الفلسطينيون في بداية ولاية اوباما الاولي بأن البيت الابيض يراهم حلفاء في السلام وافترضوا لذلك ان الضغط الدبلوماسي سيوجه في الأساس علي اسرائيل. لكن تبين سريعا جدا كم كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) واهما وكانت توقعاته عالية جدا حتي لقد آمن بأن واشنطن ستقدم له اسرائيل علي طبق من فضة ان العلاقات بين اسرائيل والولاياتالمتحدة تقوم في نهاية الامر علي مصالح وقيم مشتركة وستظل هذه هي قاعدة منظومة العلاقات بين الدولتين في السنوات المقبلة.