انتابني خوف شديد علي مستقبل مصر بعد أن سري نبأ الإعلان الدستوري الذي أعلن عنه رئيس الدولة, ولو افترضنا فيه حسن النية فلن يقبله عقل حريص علي تماسك نسيج هذه الأمة بأي حال من الأحوال. لقد نصب الرئيس مرسي نفسه الحاكم بأمره فلا راد لقراراته ولا معقب عليها وأنها محصنة ومرفوض الطعن عليها. لقد نجح هذا الإعلان الدستوري الغريب في شطر الأمة التي تحولت من خلاله الي معسكرين أحدهما مؤيد والآخر رافض. ولم يقف الأمر الي هذا الانقسام بل أري أن كرة اللهب التي ألقي بها الرئيس قد تحرق الأخضر واليابس فلن يكون الاستقرار لهذه الأمة في الفترات المقبلة بل سيزيد الأمر صراعا قد يصل الي حرب أهلية وصراعات بين مؤسسة الرئاسة مدعومة من قبل الإخوان المسلمين من جانب وبين القوي السياسية والأحزاب وهيئة القضاء من جانب آخر. إن هذا الإعلان الدستوري الجديد قد يبدو بمثابة الزلزال الكبير, بما يحتويه من قرارات أقرب الي الأحكام العرفية مدعوما بقانون أشبه بالطواريء, فنحن اليوم لسنا بصدد معارك انتقامية أو حروب أهلية ستشعل البلاد نارا, وإنما بصدد صوت عاقل يجمع فرقاء هذه الأمة. وبمبادرة كبري للمصالحة الوطنية, والعودة عن الإعلان الدستوري حتي نقي أمتنا من الغرق في فتنة كبري لا يعلم مداها إلا الله. والأمر أضعه علي أكتاف الرئيس الذي لا يساورني شك في أنه حريص كل الحرص علي مستقبل شعبه واستقراره, فليس عيبا أن يعود الرئيس معلنا إلغاء الدستور المكمل, وأن يحتوي شعبه, وينزع فتيل الأزمة, ويجهز علي كل مخطط يهدف الي حرق مصر... فأرجوكم كفانا صراعا فمصر باقية ونحن زائلون. المزيد من أعمدة سامى خيرالله