رغم ما يتردد عن إلغاء القوات المسلحة العملية نسر التي بدأتها في سيناء عقب استشهاد16 جنديا في رمضان الماضي في حادث صدم كل المصريين فإن اللواء سامح سيف اليزل, الخبير الاستراتيجي رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية. يؤكد استمرار العملية بل تطويرها إلي نسر2 ويشير في حواره مع الأهرام إلي أن تقييم العملية نسر يتطلب وقتا أطول للخروج بنتائج ايجابية. كما حدد مشكلات سيناء وسبل الخروج من الازمة الراهنة, وحذر من إعلان سيناء إمارة إسلامية وفيمايلي نص الحوار هل قامت المخابرات العامة المصرية بمفردها بوقف إطلاق النار بغزة؟ المخابرات العامة المصرية هي التي قامت بكل هذا المجهود, وهنا يجب أن نشيد بدورها والتي تقف دائما إلي جانب القضية الفلسطينية وآخرها انجازها الكبير في التوصل إلي هدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهي مازالت سارية حتي الآن وهذا يؤكد حرص المخابرات العامة المصرية علي المصلحة الفلسطينيية والأمن القومي المصري. ما تقييمك لأحداث غزة الأخيرة؟ ما حدث في غزة لا يرضي أحدا ولا يمكن لأي انسان عاقل وطبيعي في أي مكان في العالم وليس ضروريا أن يكون عربيا أو مسلما أن يقبل هذه المجازر والقتل والاستخدام المفرط للقوة والقصف بشكل مبالغ فيه للبنية الأساسية, ونحن قلبا وقالبا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولا نرضي اطلاقا بما جري, ولكن إذا لم يتحد الفلسطينيون الآن علي كلمة واحدة فمتي يتحدون؟! وأري أن الأحداث الأخيرة فرصة ذهبية للشعب الفلسطيني أن يطلب من قادته ومن مسئوليه توحيد كلمة للفلسطينيين في هذه الظروف الصعبة. هل إقامة المخيمات في رفح يضر بمصر؟ المتحدث العسكري الرسمي نفي هذا وقال إن هذه المخيمات غير موجودة. في حرب إسرائيل علي غزة2009/2008 لم تفتح مصر معبر رفح فما تفسيرك لفتح المعبر هذه المرة؟! الحصار الفلسطيني شيء غير مقبول ولا يمكن لأحد أن يرضي بأن يكون الشعب الفلسطيني محاصرا داخل بقعة أرض صغيرة360 كيلو مترا مربعا تضم1.7 مليون مواطن فلسطيني يعيشون تحت ظروف في منتهي القسوة والصعوبة, وبالتالي كان لابد من فتح معبر رفح حتي يتمكن الشعب الفلسطيني من أن يتنفس من خلال ذلك المعبر. هل الدعم المصري للشعب الفلسطيني كاف؟ ما تم من إجراءات كانت طويلة في الفترة الماضية سواء كانت بسحب السفير وعقد مجلس الأمن ومجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية وأيضا إرسال رئيس الوزراء ومعه وفد هناك لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني, بالإضافة إلي تقديم خطاب شديد اللهجة ومغادرة السفير الإسرائيلي لمصر كل هذا حدث في إطار رد فعل علي ما حدث داخل غزة, لذا اعتقد أن الموقف المصري قام باللازم. هل سحب السفير المصري يؤثر علي العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أو علي معاهدة السلام؟ لا أظن ذلك وكنت أحد المطالبين بشدة منذ سنوات قبل الثورة ولا ازال أطالب بضرورة تعديل الملحق الأمني في اتفاقية السلام, ولكن رئاسة الدولة قالت إن مصر لا ترغب في تعديل اتفاقية السلام الآن وكان هذا علي لسان المتحدث الرسمي. ما التعديل الذي كنت تطلبه؟ أن نعدل في الملحق الأمني في المادة الثانية الفقرتين( ب, ج) والمادة الثالثة الفقرة من1 إلي6 ومن وجهة نظري هذه هي البنود الأساسية التي يجب أن تعدل. هل فتح معبر رفح بصفة مستمرة سيضر بمصر؟ فتح المعبر لا يضر مصر, ولكن الانفاق هي التي تضر, ولابد أن نأخذ موقفا فهناك دعم معنوي, وسياسي كبير مع حركة حماس وقطاع غزة في مقابل ذلك لابد من أن تعيد حماس حساباتها بشأن الانفاق وما يحدث في الانفاق, والمطلوب من حماس أن يساعدوا أكثر من عملية غلق الانفاق لعدم تهديد الأمن القومي المصري. ما رأيك في الموقف الدولي والعربي مما حدث؟! بكل أسف النظرة الدولية في أمريكا وأوروبا لحركة حماس ليست جيدة وتصفها بأنها منظمة إرهابية وهذا ما نجحت فيه إسرائيل وأن تكرس لدي السياسيين علي المستوي الأوروبي والأمريكي أن حماس حركة إرهابية, وبالتالي لا يوجد تعاطف أوروبي أمريكي مع الشعب الفلسطيني علي الأقل في قطاع غزة, وهذا تقصير من الدول العربية ومن يهمه أمر القضية الفلسطينية في عدم توضيح الأمر بالشكل الكافي الذي يعطي رد فعل ايجابي لتغيير المفاهيم, والدول العربية لابد أن تترجم التعاطف الحالي مع غزة إلي دعم مادي يحتاجونه ودعم سياسي هم أكثر احتياجا له بدلا من الخطب الرنانة. دعنا ننتقل الي ملف آخر ومهم هو سيناء. ما آخر تطورات الأوضاع في سيناء؟ بالتأكيد فإن الوضع الأمني في سيناء غير مستقر وهناك توترات كثيرة, وهناك بالتأكيد حاجة ملحة الي ضبط الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء خاصة محافظة شمال سيناء. وأعتقد أن الحاجة ملحة لإيقاف ما يحدث من اعتداءات علي قوات الشرطة والقوات المسلحة, وتكرار هذه الاعتداءات خلال الفترة الماضية, يؤكد عدم استقرار الوضع الأمني في سيناء وخاصة عندما نعلم أن احد معسكرات الشرطة تعرض للاعتداء3 مرات في رفح خلال48 ساعة, وقبلها كان التعدي علي العقيد سليم الجمال مفتش الأمن العام وإصابته إصابات بالغة في نفس النقطة التي قتل فيها3 جنود واصيب رابع بعدها بأيام قليلة كل هذه مظاهر تدل علي أنه لابد من القيام بمحاولة جديدة لجعل الحالة الأمنية في سيناء في وضع أفضل مما هو عليه. ما الجهات المتورطة في أحداث سيناء؟ من يقوم بهذا بعض المتطرفين الإسلاميين الذين يقومون برفع الأعلام السوداء بعد هذه العمليات بشكل متكرر, وهناك الكثير من الشخصيات المعروفة لدي العرب والمقيمين هناك من هذه الجماعات وبعض هذه الجماعات لها اتصال بجماعات أخري داخل غزة وهي تنتهج نفس النهج وتستخدم الأنفاق ذهابا وإيابا للتنسيق معهم ولتقديم المعونات من الأسلحة المهربة وتدريبات وغيره وهذا النهج متطرف بالتأكيد والكثير من المصريين لا يرتاحون إليه ويستهدف في النهاية ايجاد حالة من الأمر الواقع علي مناطق بعينها في سيناء ومنها الشيخ زويد ورفح مصر كمحاولة للسيطرة عليها تماما وابعادها عن سيطرة الدولة. كيف يتم القضاء علي التوتر الموجود في سيناء وكيف نحافظ عليها؟! الأسلوب الأمثل لذلك هو عن طريق مجموعة من الإجراءات وليس إجراء واحدا وأن تكون الحلول الأمنية والعسكرية جزءا من منظومة الحلول وليست هي الحلول الوحيدة, فيجب التنمية كأحد الحلول في سيناء التي أهملت تماما في الفترة الماضية وتقديم الخدمات اللازمة لأهالي سيناء فهناك مشكلة في مياه الشرب في معظم مناطق سيناء وبعض المناطق تفتقر للخدمات التعليمية والخدمات الصحية. فلابد للدولة أن توفر هذه الخدمات وهي أقل القليل الي أهل سيناء وهناك المشكلة القضائية والقانونية التي يشكو منها أهالي سيناء لأن بعض الذين حوكموا غيابيا أو تم تلفيق قضايا لهم كما يقول أهالي سيناء يجب أن يعاد النظر في تلك القضايا والإفراج عن بعض المعتقلين أو المسجونين اسوة بما تم من افراج عن المسجونين من خارج سيناء وهناك بعض المعلومات المؤكدة من داخل سيناء أن هناك بيعا لأراضي سيناء في مناطق محددة بعقود عرفية وبأسماء مصريين وتباع بأسعار كبيرة للفلسطينيين. ولماذا ظهر القلق والاضطراب في سيناء في هذه الفترة بعد سقوط النظام السابق؟ لأنه تمت الموافقة والسماح بعد الثورة به حول عناصر مصرية كانت تقيم في أفغانستان وباكستان وبيشاور وهي الحدود المشتركة بينهما وأيضا بعض العناصر التي كانت تجاهد في أفغانستان هذه المجموعات كانت اسماؤها علي قوائم ترقب الوصول في جميع الموانئ المصرية المختلفة وتم السماح لكل المصريين المقيمين في الخارج بالعودة. وعادت هذه العناصر بأعداد كثيرة واتجهت مباشرة الي سيناء نظرا لتقارب الحالة المعيشية بينها وبين ما كانوا يقيمون به في الخارج. وبالتالي درسوا أيضا الحالة الأمنية ووجدوا أن المناخ مناسب وان سيناء هي أفضل المناطق لتنفيذ أهدافهم بها. ما الذي تسعي إليه هذه الجماعات من وجهة نظرك؟ محاولة إعلان إمارة إسلامية والخروج عن طوع الدولة ومحاولة لإعطاء مثال يمكن أن يتكرر في محافظات أخري. هل من الممكن تمليك إهالي سيناء أراضي وبهذا نستطيع أن نحافظ علي سيناء أم أن هذا يضر بمصلحة مصر؟ أنا شخصيا لا أمانع من تمليك أراضي سيناء لاهلها ولكن اعتقد أنه لابد من أضافة مادة في القانون الذي يسمح لأهالي سيناء بشراء أراضيهم, أولا يمنع بيع هذه الأراضي لمدة زمنية طويلة50 عاما الي100 عام بأي شكل من الأشكال علي سبيل المثال. ثانيا أن أي بيع مباشر أو غير مباشر أو بشكل أو بآخر لغير المصريين يجرم تجريما ويكون عقابه عقابا مشددا. لماذا لم تكتمل عمليات النسر والتي بدأت عقب استشهاد16 جنديا في رمضان؟ لم تتوقف هذه العمليات فالعملية نسر1 بدأت عقب استشهاد افراد قوات حرس الحدود ال16 في سيناء وانتهت في30 أغسطس2012 وبدأت العملية نسر2 من يوم31 أغسطس2012 ولاتزال قائمة حتي الآن ولم يتم الغاؤها وبالتالي لا يمكن الحكم علي هذه العمليات لأنه لابد أن يكون هناك وقت كاف للقضاء علي هذا التوتر.