أكد الأزهر والكنائس الأسقفية الإنجليكانية المصرية والبريطانية أن الحوار بين الأديان لا يمس العقائد, وأن المناقشة بالحكمة والموعظة الحسنة, وتسليم كل طرف للآخر بعقيدته. هو السبيل لإعلاء قيم الحق والعدل والعلم والتقدم والسلام العادل وترسيخ مبادئ المواطنة والعمل علي رفعة شأن الوطن وتحقيق الازدهار والتقدم للشعوب. وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, إن الاختلاف والتنوع بين البشر في ألسنتهم وألوانهم وعقائدهم هو إرادة إلهية يؤكد عليها القرآن الكريم الذي يدعو إلي التعارف بين البشر لإقرار السلام العادل وتعمير الأرض. جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري الذي عقدته اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية البريطانية, بمقر مشيخة الأزهر, في إطار الاتفاقية الموقعة بين شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري بالمملكة المتحدة, والذي يعد لقاء سنويا يهدف إلي التفاهم والتعايش والتعاون لإعلاء القيم العليا المشتركة بين أهل الأديان. بمشاركة عدد من كبار العلماء وأعضاء لجنة حوار الأديان بالأزهر, وممثلين عن الكنيسة الأسقفية من مصر وبريطانيا وجنوب شرق آسيا, وافتتح الاجتماع الرئيسان المشاركان الدكتور حمدي زقزوق والمطران الدكتور منير حنا أنيس. وأشادت اللجنة بمبادرة رئيس أساقفة كانتربري لإنشاء المنتدي المسيحي الإسلامي بالمملكة المتحدة, وعرضت الكنيسة الأسقفية الانجليكانية ورقة بحثية حول مفهوم المواطنة في المسيحية, ومسئوليات المواطن في التعليم المسيحي وحقوق المواطنة في الكتاب المقدس ومسئوليات المواطن المسيحي في العالم الإسلامي اليوم ومسئوليات الدولة لضمان حقوق المواطنة, كما طرح الأزهر ورقة عمل حول مفهوم المواطنة في الإسلام, ودور الأزهر في البناء المتكافيء للمجتمع. وتعرضت المناقشة للفجوة بين المستوي الذي تقره الأديان للمواطنة وأكد المشاركون أن مفاهيم المواطنة في الأديان السماوية لا تجد تطبيقا وممارسة علي أرض الواقع في الشرق والغرب, مطالبة بالعمل علي إقرار مفاهيم المواطنة التي وردت في الكتب السماوية ووقف التمييز بين الأقليات الإسلامية في الدول الغربية.