ثمة استفهام تحوم حول معني أسم معهد العالم العربي الكائن في باريس, والذي افرغ من مضمونه بعد أن عاني علي مدي سنوات من عملية تقليص لدوره الثقافي المنوط به. وهو نقل الثقافة العربية للمجتمع الفرنسي حيث يواجه المعهد موجة عاتية من عملية هدم متعمد لهويته الرئيسية فبعد ان كان منارة تشع بتراث الحضارة العربية في سماء باريس, عكف رؤساء مجالس إدارته السابقين من الذين جاء بهم النظام السابق لليمين الذي كان يحكم فرنسا برئاسة نيكولا ساركوزي علي تقويض سياسة المعهد, الذي ظل منذ إقامته بمبادرة من الرئيس الاشتراكي الأسبق فرانسوا ميتران, نافذة وإطلاله مشرقة علي العالم العربي.. كان المعهد قبلة للباحثين والدارسين من الفرنسيين والأجانب, للتعرف علي هذا التراث وتلك الحضارة العربية العريقة, الا أن سياسة اليمين التي تبلورت منذ تولي النائب اليميني دومنيك بوديس رئيسا لمجلس إدارة المعهد حتي انتزاعه السلطة من المدير الجزائري السابق, مختار بن دياب, الذي ظل طوال فترة إدارته بدون صلاحيات. وعلي هذا الصعيد عكفت تلك السياسة علي تقليل الأنشطة العربية وإلغاء بعضها (كمهرجان السينما العربية والشعر ومعرض الكتاب), كما يعاني العاملون من عملية تطهير بعرض مبالغ مالية مقابل استقالتهم لتعين شباب فرنسيين, وتحاول مديرته الحالية, السعودية مني خذندار استرداد صلاحيات منصبها, وكانت ازهي عصور المعهد خلال تولي الراحل د.ناصر الانصاري.. تنص لوائح المعهد علي أن يكون رئيس مجلس الإدارة فرنسيا اما المدير عربيا, يخضع للقانون الفرنسي.