أشادت حنار باني كهار, وزيرة الخارجية الباكستانية, بالثورة المصرية, وقالت إنها ستؤثر ليس فقط علي الشرق الأوسط وإنما علي العالم ككل, وأن مصر الجديدة ملهمة للدول الأخري لتحقيق الديمقراطية والمساواة والحرية,وأعربت في حوار مع الأهرام عن أملها في أن ينجح الشعب المصري في انجاز نظام سياسي يقوم علي حكم القانون والعدالة الاجتماعية, وأكدت أن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين مشرق, وهما قطبان قويان للعالم الإسلامي خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وفيما يلي نص الحوار: هل تعتقدين أن فصلا جديدا في العلاقات المصرية الباكستانية سيبدأ؟ نحن نري أهمية خاصة لعلاقاتنا مع مصر, ونثق أن فصلا جديدا وديناميكيا سيبدأ في هذه العلاقات عبر توسيع وتنويع وتقوية التعاون الثنائي في كل المجالات, وفي وظل كون باكستان ومصر قطبين قويين للعالم الإسلامي خاصة في منطقة الشرق الأوسط الأوسع, فإننا نري ضرورة التعاون الوثيق بين البلدين من أجل صالحهما, ومصلحة الأمة الإسلامية. ماهي رؤيتكم لآفق تعاون مصر الجديدة مع العالم الإسلامي في ظل رئيس منتخب؟ نحن نقدر التحول السياسي والديمقراطي في مصر خاصة مع إجراء الانتخابات الديمقراطية بنجاح, وفوز الرئيس مرسي بأول انتخابات ديمقراطية عقب الثورة ونحن نري أن الرئيس مرسي رجل دولة ومصر محظوظة لتولي قائد مثله القيادة في هذه المرحلة الصعبة. هل تعتقدين أن التجربة الديمقراطية في مصر ستؤثر علي الدول الأخري؟ أنا اعتقد أن الثورة المصرية ستؤثر ليس فقط علي الشرق الأوسط بل علي العالم ككل, فنحن نشاهد اليوم أعدادا غفيرة من البشر في الشوارع تطالب بحقوقها وتحقيق طموحاتها, مصر الجديدة بلاشك هي ملهمة للدولة الأخري لتحقيق الديمقراطية والمساواة والحرية والعدالة. توقعاتكم من مصر في مرحلة ما بعد الثورة في نطاق حقوق الإنسان والمجتمع المدني؟ نحن نأمل أن ينجح الشعب المصري في انجاز نظام سياسي يقوم علي حكم القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة, ونحن في باكستان ناضلنا من أجل هذه الأهداف, ونجحنا في تحقيق الكثير تحت مظلة الديمقراطية, لكن مازال أمامنا طريق طويل لاستكماله, وهو ما سيتحقق بالصبر والعمل الجاد من أجل تحقيق أهدافنا. هل تتوقعين المزيد من التعاون وتبادل الخبرات في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب؟ إن باكستان عانت من الارهاب ودفعت ثمنا بشريا من الضحايا بين مصر وباكستان واقتصادنا ونحن مازلنا نحارب هذه الظاهرة, ونحن بالفعل لدينا ارتباطات مؤسسية مع مصر في هذا المجال ونتطلع لمزيد من التعاون في المستقبل. ماذا يمكن أن تقدم مصر في إطار السعي لحل قضية جامو وكشمير في سياق الدور الإقليمي الجديد لمصر عقب الثورة؟ إن قضية جامو وكشمير هي واحدة من أقدم القضايا علي أجندة مجلس الأمن الدولي, وباكستان تسعي منذ أكثر من ستة عقود إلي حل هذه القضية في إطار قرارات الأممالمتحدة وتوافقا مع آمال شعب كشمير, وعلي الرغم من التقدم علي صعيد بناء الثقة فإن الهند لم تقدم أي مؤشرات لحل القضية, وعلي الرغم من انتهاك حقوق الإنسان فإن شعب جامو وكشمير المحتل من الهند مازال يناضل من أجل الوصول لحقوقه المشروعة في تقرير المصير وفقا لقرارات الأممالمتحدة, ونحن نقدر دعم مصر المستمر لحق شعب جامو وكشمير في الوصول لحل عادل للقضية. ماهو تقييمك للوضع في أفغانستان ودور باكستان بعد انسحاب القوات الأمريكية بحلول2014 ؟ إن أفغانستان مستقرة ومنتعشة اقتصاديا هو هدف محوري لاستقرار باكستان, ونحن ندعم بشكل كامل انتقال المسئولية الأمنية من الناتو إلي الحكومة الأفغانية بحلول2014, ونحن ندعم عملية السلام التي تقودها أفغانستان لتحقيق الاجماع الداخلي, وباكستان تسعي لتوفير كل المساعدات الممكنة لعملية المصالحة الأفغانية التي تمثل أهمية فائقة لتحقيق للوصول إلي الاستقرار والسلام, ونحن بالفعل نتعاون مع أفغانستان علي عدة أصعدة لتحقيق هذا الهدف, وباكستان قامكت بمساهمات رئيسية في إعادة البناء والتنمية في أفغانستان. كيف يمكن لمصر وباكستان دعم القضية الفلسطينية في ظل الرؤية المشتركة والموحدة للبلدين تجاه القضية, خاصة في حال دعم طلب الفلسطينيين بالحصول علي صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة؟ باكستان تقدم دعما غير محدود أو مشروط للقضية الفلسطينية, وباكستان ومصر تعملان بشكل وثيق لحشد الدعم لطلب الفلسطينيين بالحصول علي صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة, والبلدان يواصلان التعاون عبر كل السبل للتوصل لحل للقضية الفلسطينية, وباكستان تؤمن بعدم إمكان تحقيق السلام في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية.