يبقي التعليم ويبقي معه البحث العلمي هو سبيلنا الوحيد لتحقيق التنمية البشرية التي توفر لنا قاطرة التقدم التي تنطلق بهذا الوطن نحو الأمام. والحقيقة إنه عندما نتحدث عن تطوير التعليم وإنعاش البحث العلمي فإننا نقصد فهما جديدا لرسالة التعليم ينتقل به من مهمة تخريج أفواج متتالية من الباحثين عن فرصة عمل إلي مهمة تخريج كوادر من الباحثين القادرين علي الإبداع والابتكار وقيادة مهمة التطوير والتقدم العلمي المنشود في عصر الثورة التكنولوجية والمعلوماتية. ثم إنه عندما نسلم بصحة ما يطرح من ضرورات أساسية تستلزمها عملية تطوير التعليم من نوع زيادة عدد المدارس وتجهيزها بالمعامل الحديثة وتحسين أوضاع المعلمين اقتصاديا واجتماعيا فإننا ينبغي ألا ننسي أن القضية ليست فقط في مثل هذه المطالب الضرورية والحياتية, وإنما تطوير التعليم الحقيقي مرتبط في المقام الأول بمدي القدرة علي توفير المعلم الحديث الذي يملك القدرة علي إيجاد ملكات التخيل والإبداع والابتكار عند التلاميذ بأكثر مما يملك من قدرات التحفيظ والتلقين التي تفتح الباب علي مصراعيه لاختلالات اجتماعية رهيبة من نوع ظاهرة الدروس الخصوصية من ناحية وتفشي ظاهرة المدارس الاستثمارية من ناحية أخري! وهذا الذي أتحدث عنه يتطلب إعادة الاعتبار من جديد للأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والفنية في مختلف مراحل التعليم واعتبار وجود الملاعب والمسارح والمكتبات والقاعات المجهزة بتنمية المهارات في مختلف المجالات مسألة تتساوي في أهميتها مع بناء الفصول والمعامل البحثية.
خير الكلام: بالعلم والمال يبني الناس ملكهم.. لم يبن ملك علي جهل وإقلال! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله