باغتيال أحمد الجعبري القائد العسكري لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس, تواصل اسرائيل تنفيذ قائمة الاغتيالات والتصفيات الجديدة المعدة بكل دقة. ويشرف علي تنفيذها المتطرف بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء اسرائيل ووزير دفاعه ايهود باراك, والتي تضم أسماء الصف الأول وكبار القادة والعناصر النشيطة لمنظمات وحركات المقاومة في غزة والقيادات الفلسطينية المطلوب تصفيتها كلما قررت اسرائيل ممارسة ارهاب الدولة علي الفلسطينيين, والتي قد يكون محمود عباس واسماعيل هنية في مقدمتها, وعليهما الدور للتخلص منهما بعد أن أعلن ذلك المتطرف افيجدور ليبرمان. وقد ظلت قائمة الاغتيالات أسلوبا معتمدا تمارسه اسرائيل ضد القيادات الفلسطينية الوطنية, ومن أشهر الذين شملتهم القائمة وتم اغتيالهم بالفعل: الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة حماس, وعبدالعزيز الرنتيسي قائد الحركة, وصلاح خلف, ومنهم أيضا كمال ناصر وكمال عدوان اللذان اغتالهما في بيروت ايهود باراك عام 1972 عندما تخفي في زي امرأة وارتدي باروكة. إلا أنه من الملاحظ أن عددا غير قليل من قادة المقاومة قد تم اغتيالهم بالصواريخ من الطائرات الإسرائيلية بمعاونة عملاء فلسطينيين بعد أن أعطوا عبر جهاز ليزر متناهي الصغر اشارات للطائرات حددت أماكن هؤلاء القادة سواء بمصافحتهم أو لمس سياراتهم, لترك بصمة ليزر غير مرئية للتعرف عليهم واغتيالهم, حتي إن القائد العسكري أبوعلي مصطفي قامت مروحتان اسرائيليتان بتصفيته بقصف مكتبه كل طائرة من شباك في لحظة واحدة. وقد أعاد العدوان الإسرائيلي الحالي علي غزة قضية العملاء إلي الاهتمام والصدارة, حيث يدور الحديث الآن عن عملاء لإسرائيل بالقطاع خانوا وطنهم وشعبهم, وتسببوا في اغتيال الجعبري الذي كان بمثابة اشارة بدء هذا العدوان, الذي أسفر عن استشهاد 88 فلسطينيا واصابة 500 آخرين, وردت عليه المقاومة بعنف بصواريخها التي أصابت تل أبيب ومدنا أخري في عمق اسرائيل وأسقطت طائرة أف 16 وأصابت بارجة حربية اسرائيلية وأردت عددا من الإسرائيليين قتلي فأحدثت حالة من الدوار لإسرائيل تراوحت درجاتها بين المفاجأة والارتباك والصدمة والدهشة. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين