طالب رؤساء الجامعات العربية والإسلامية بوضع مادة الثقافة الإسلامية كمادة أساسية في التعليم الجامعي لترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة. والحفاظ علي الجامعات من الاستغلال السياسي أو الطائفي والربط بين مناهج التعليم الجامعي وسوق العمل بما يخدم التنمية في المجتمع العربي والإسلامي. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية الذي بدأ أعماله مساء أمس الأول بالعاصمة الأردنية عمان بمشاركة رؤساء الجامعات العربية والإسلامية وعدد من خبراء التعليم وأعضاء المجلس التنفيذي للرابطة. وشدد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية علي ضرورة أن تنهض الجامعات بمسئوليتها التنويرية للأمة الإسلامية في شتي القضايا الحياتية, وان يسعي العلماء والمفكرون لتنوير شعوب الأمة بحقائق العصر ومقتضياته, وأن تكون الجامعات الإسلامية حصنا حصينا للمنهج الإسلامي الصحيح في الفهم والتفكير المتسم بالوسطية والاعتدال. ووقف جميع أشكال الاستغلال السياسي أو الطائفي التي تحدث في بعض الدول الإسلامية. وقال التركي إن ما نشهده من حراك سياسي بحاجة إلي اجتهاد فقهي يصدر من خلال هيئات شرعية حتي يتم تصحيح الأوضاع والعودة إلي النهج الإسلامي الصحيح, والتركيز علي قضية وحدة الصف العربي, وانفتاح الجامعات العربية والإسلامية علي بعضها والتواصل فيما بينها في مختلف التخصصات. من جانبه طالب الدكتور عبد الناصر أبو البصل رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن بربط مخرجات التعليم الجامعي وحاجة المجتمع من سوق العمل وذلك بتجديد الخطط والبرامج التي تطبق في الجامعات وأن تواكب ثورات الربيع العربي تحولات في الفكر والتعليم. وطالب الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية بإضافة علوم ترتبط بإدارة الأزمات والمشكلات في مناهجها حتي يمكن ان تضع الحلول لجميع الأزمات قبل تفاقمها, ومعالجة مشكلات الأمن الاجتماعي في بلادنا العربية وكشف الدكتور سلطان أبو عرابي, الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية, أن ما يصرف في العالم العربي علي البحث العلمي لا يتعدي ال5% بينما في العالم المتقدم يصل إلي65%, مشيرا إلي أن أكبر التحديات التي يواجهها العالم العربي, هجرة العقول العلمية وعدم رغبة أصحابها في العودة نتيجة تدهور الحالة الأمنية وعدم الاستقرار في الدول العربية. كما طالب الدكتور محمد بن علي العقلا, مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, القائمين علي الجامعات في العالم العربي والإسلامي بعدم الاكتفاء بالمحور العلمي فقط في مناهج التعليم, والربط بين مناهج التعليم ومتطلبات سوق العمل بما يخدم التنمية في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العالم العربي. من ناحية أخري واصل المؤتمر أعماله أمس بعقد ندوة علمية بعنوان: رؤية إستراتيجية لمواجهة مشكلات التعليم العالي في العالم العربي والإسلامي بمشاركة عدد من كبار الباحثين والخبراء التربويين التربية من مصر والسعودية والجزائر وأندونيسيا لإيجاد الحلول لمشكلات التعليم العالي. كما ناقش المجلس مشروع إنشاء كلية لدراسات المرأة وشئون الأسرة المسلمة إلي جانب المشروعات التي أعدتها لجنة النهوض باللغة العربية برئاسة الدكتور عبد الله التطاوي نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق. ومقترحا بإنشاء قناة لتعليم اللغة العربية للناشئة من شباب الأمة وللناطقين بغير العربية. وقدم الدكتور سعيد إسماعيل علي أستاذ التربية بجامعة عين شمس والخبير التربوي مجموعة من المقترحات حول التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي من حيث تحليل فلسفة وأهداف وغايات وآليات تطويره إلي جانب ربط التعليم بالبحث العلمي وقضايا المجتمع مع دراسة السياسات التربوية الجديدة وحل مشكلاتها بشكل علمي دقيق بدءا من سياسات القبول التي تضمن تكافؤ الفرص والعدالة إلي جانب الجودة والإتاحة وتعزيز مكانة أعضاء هيئة التدريس والخبراء والباحثين بالجامعات العربية والإسلامية, وتطوير مناهج التعليم الجامعي في ضوء معايير الجودة مع إعداد شبكة إسلامية للمعلومات وإنشاء علاقات وثيقة مع المؤسسات الجامعية عربيا وإسلاميا ودوليا.