د. جعفر عبد السلام أكد الدكتور جعفر عبد السلام استاذ القانون الدولي والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن الرابطة ستعقد مؤتمرًا دوليًّا بعنوان"الجامعات الإسلامية وبناء التقاليد العلمية مع الجامعات الآسيوية".
خلال الفترة من 8-14 يناير 2011، في رحاب جامعة دار السلام كونتور الإسلامية بإندونيسيا..
واوضح ان المؤتمر سيشارك فيه علماء وباحثون من مصر والسعودية وليبيا واليمن وتركيا وإندونيسيا والصين والهند وباكستان وسنغافورة وماليزيا، وأستراليا وبروناي، وإيطاليا والعديد من الباحثين من الدول العربية والإسلامية.
وفي تصريح ل شبكة الاعلام العربية "محيط" اوضح أن فكرة عقد هذا المؤتمر تعود إلي أن الإسلام حث على طلب العلم في أي مكان في العالم، وإن كان في أماكن بعيدة مثل الصين، كما قال النبي(صلى الله عليه وسلم): "اطلبوا العلم ولو في الصين" .
ولم يكن العلم المعروف في الصين في ذاك الوقت علما دينيا، وإنما كان يعد وقتها علما للحياة ولتقدم البشرية. ورغم أن العالم الإسلامي قد عرف التعليم العالي والتخصصات التي كانت سارية في وقت قيام جامعاتنا، إلا أننا اتصلنا بالغرب في بداية القرن التاسع عشر ونقلنا عنه معظم العلوم والمعارف الحديثة.
وظللنا لوقت طويل ضيوفا على الموائد الغربية في التعليم والبحث العلمي، حيث يقود الغرب دفة البحث العلمي والتعليم حتى الآن، والذي أخذه عن العلماء المسلمين الأوائل .
غير أننا في مسيرة أمتنا في السنوات الأخيرة لاحظنا أن الجامعات التي أسست في الشرق قد أبدت تفوقا قاد دولها إلى النهوض والتقدم في العلوم الطبيعية والطبية والبيولوجية .
واوضح أن من أهداف رابطة الجامعات الإسلامية تنمية التعاون بين الجامعات الإسلامية والجامعات الأخرى والمساعدة في التواصل بين مختلف الجامعات للاستفادة من النجاحات التي تحققت فيها.
ولفت إلي انه من هذا المنطلق فكرت الرابطة في الاتجاه شرقا للربط بين الجامعات الإسلامية والجامعات الشرقية التي قادت ركب التقدم في دولها، وقد التقت إرادة الرابطة مع إرادة معاهد وجامعة دار السلام كونتور بإندونيسيا على تحقيق هذا الهدف، وإقامة الحوار النافع مع مختلف الحضارات العالمية..
وشدد علي ضرورة تعظيم استفادة كل طرف من منجزات الطرف الآخر، خصوصًا أن التاريخ أثبت أن الحضارة الإسلامية ازدهرت مع ازدهار الحركة العلمية وكان قيام المساجد في الدولة الأموية، والمدرسة النظامية في بغداد، والزيتونة في تونس، والقيروان في المغرب، والأزهر الشريف في مصر.
مشيرا إلي ان اسهامات تلك الجامعات الاسلامية العريقة خير دليل على إسهامات الأمة الإسلامية في بناء الحضارة العالمية، إذ إن هذه الجامعات - مع اختلاف خصائصها- في الوقت الراهن تتجه نحو هدف واحد، وهو بناء الحضارة الإسلامية ونشر القيم والمبادئ الإسلامية السمحة في بلادها وفي العالم أجمع.
وأشار الدكتور جعفر في تصريحه إلي أن مؤتمر الجامعات الإسلامية وبناء التقاليد العلمية مع الجامعات الأسيوية باندونيسيا يستهدف بحث إعادة صياغة الجامعات الإسلامية وهيكلتها وتفعيل دورها في بناء الحضارة الإسلامية ومواجهة تحديات العولمة.
كما يهدف إلي وضع الخطوات الرئيسية لتنمية التعاون بين الجامعات الإسلامية والجامعات الشرقية، ووضع خطة منتظمة لتبادل التجارب الناجحة التي تحققت في تلك الجامعات.
وتنمية التعاون العلمي بين الجامعات الإسلامية والجامعات الشرقية في مجال البحوث المشتركة، وتبادل نتائج البحث العلمي، وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والقيادات الجامعية.
وأوضح الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن محاور المؤتمر تدور في أربعة محاور: حيث يدور الأول حول أصول الفكر الإسلامي والفكر الشرقي؛ وعوامل التقارب والارتباط بينهما. وإبراز القيم المشتركة والتاريخ المشترك للمجتمعات الإسلامية والمجتمعات الشرقية، وأهم المدارس الفلسفية المؤثرة في النهضة الحديثة في الشرق.
وأيضا أهم التجارب الإسلامية الحديثة التي دفعت العالم الإسلامي إلى التقدم. ويتناول المحور الثاني: وسائل تهيئة العلاقات الاجتماعية والثقافية لإيجاد التقارب بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الشرقية.
من خلال دور الجامعات والمؤسسات العلمية،و منظمات المجتمع المدني. ورجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية، ووسائل الإعلام. والمؤسسات التربوية..
ولفت إلي ان المحور الثالث يتضمن : رؤية منهجية لوسائل وطرق تنمية التعاون العلمي بين الجامعات الإسلامية والجامعات الشرقية، من خلال الاستفادة من تجارب التقدم بين الجامعات الإسلامية والجامعات الشرقية. وتيسير النشر العلمي المشترك، وتبادل الطلاب والباحثين والمفكرين، وعمل اتفاقات ثنائية بين الطرفين وتفعيلها..
أما المحور الرابع فهو عبارة عن حلقة نقاشية حول آليات ووسائل التعاون المشترك بين الجامعات الإسلامية من بينها: عمل اتفاقيات ثنائية بين الجامعات الإسلامية والجامعات الشرقية.
مما يسمح بتنظيم التبادل الفكري والبحوث المشتركة والنشر، وكذلك تبادل العلماء والمفكرين بين الجامعات والقيام بالنشر المشترك والتواصل عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة.
جدير بالذكر أن مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية في إندونيسيا تعد –وفقا للدراسات العلمية- واحدة من أهم المؤسسات الفاعلة في جنوب شرق آسيا، وقد أنشئت سنة 1926م، وهي مؤسسة تربوية أهلية، اعتمدت في نشأتها وتطورها وتوسعها على الأوقاف الإسلامية.
وتتألف من خمسة عشر فرعا (بنين وبنات) في أنحاء إندونيسيا، ويوجد مركزها الرئيس بمحافظة جاوا الشرقية بإندونيسيا. وتستهدف أن تزاوج بين التعليم النظري والتطبيقي؛ في إطار التعليم للحياة؛ للإسهام في خدمة المجتمع تربويا وثقافيا واجتماعيا واقتصادية ورياضيا ودينيا .
من خلال المساهمة في تحمل أعباء التربية والتعليم وتخفيف الأعباء على ميزانية الدولة ، وما تقوم به من جهود لحماية العقيدة الدينية والتصدي لحملات التغريب والتنصير؛ وتقديم الخدمات العامة للمجتمع الإندونيسي، مثل: التدريبات على أداء مناسك الحج قبل أداء الحج، وعمل برامج رمضانية في كل عام في المجتمع المحلي القريب من فروع المؤسسة.
إلي جانب تنظيم برنامج الخدمة الاجتماعية، وتعليم القرآن الكريم لأطفال القرى المجاورة، وإلقاء الدروس الدينية، وخطب الجُمعة، وتعليم أبناء المجتمع أسس دينهم، ومحو الخرافات من أذهانهم، ومحو أمية الناس في المجتمع المحلي.
كما تعمل على إعداد الطلاب لمواجهة مشكلات الحياة من خلال التربية الإسلامية الحديثة، وتفعيل منهج الإسلام في التنمية البشرية والتنمية الشاملة، وتفعيل الوقف الإسلامي في تمويل التعليم.
وتفعيل المنهج الإسلامي في بناء المجتمع الزراعي والصناعي والتجاري، من خلال التعليم للحياة.. وسيادة مناخ الحرية الكاملة في التعليم والبحث العلمي، والارتباط الوثيق بالمجتمع ومراعاة متطلباته واحتياجاته، والعمل على معالجة مشكلاته وأزماته..
ولذا فإن هذه المؤسسة التي تستضيف هذا المؤتمر الذي يضم عددا كبيرا من خبرة العلماء المسلمين من أفكار شتى تعد استحداثا تربويا إسلاميا ينطلق من أصول التربية الإسلامية والنظريات الحديثة..
ومن ثم يمكن الاستفادة من دراستها في نقل الكثير من أفكارها وخبراتها وجهودها وبرامجها، في تطوير المؤسسات التعليمية في مجتمعنا العربي والإسلامي...