يبدو أن طلاب الثانوية العامة ينتظرهم مصير غامض, وتعالوا نتأمل ما انتهي إليه اجتماع وكيل أول وزارة التربية والتعليم ورئيس عام امتحان الثانوية العامة ومستشاري المواد الدراسية. فلقد قرر المجتمعون أن تكون الأسئلة إجبارية في جميع الأوراق الامتحانية بالثانوية العامة هذا العام, توفيرا للورق.. وراحة للمصححين وتجنبا لشكوي الطلاب من أن زمن الامتحان لايكفي, إلي جانب تقليل عدد التظلمات وحتي تختفي ظاهرة الدرجات النهائية في مختلف المواد الدراسية!! وألخص تعقيبي علي هذا القرار الطائش فيما يلي: أولا: إن المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي هو المختص بوضع إعداد مواصفات أوراق الامتحان للثانوية العامة في ضوء القرار الجمهوري رقم 462 لسنة 1990 والقرار الوزاري رقم 8 بتاريخ 19/10/1994 والسؤال: لمصلحة من تجاهل المركز في إعداد هذه المواصفات وتهميش دوره الوظيفي؟!! ثانيا: إن بدعة إلغاء الأسئلة الاختيارية من الأوراق الامتحانية بالثانوية العامة بمثابة وضع العربة أمام الحصان; ذلك أن هذه الأسئلة الاختيارية جزء من الموقف التعليمي, والسؤال: كيف يتم تمثيل محتوي المناهج الدراسية في حالة عدم تضمين هذه الأوراق الامتحانية أسئلة اختيارية؟!! وأين صدق هذا المحتوي الوارد بهذه الأوراق؟!! ثالثا: إن تضمين الأوراق الامتحانية بالأسئلة الإجبارية فقط معناه في ضوء نظام الثانوية العامة المعمول به من العام الدراسي 1995/1996م وحتي الآن إعلان وفاة مبدأ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين طلاب الثانوية العامة هذا العام والأعوام السابقة!! رابعا: للتقويم التربوي أسس تميزه, منها: أن يكون عملية إنسانية.. بمعني تجنيب الطالب والأستاذ اقتحام المجهول, وهنا يتبادر إلي الذهن تساؤلات عديدة, منها: لماذا التعتيم الإعلامي حول هذا الموضوع رغم حضور من يمثل المستشار الإعلامي بالوزارة الاجتماع؟!! وهل هي مؤامرة علي طلاب الثانوية العامة؟!! ولماذا تحجب المواصفات الخاصة بامتحانات الثانوية العامة عن الأساتذة والطلاب؟!! أليست هذه المواصفات بمثابة تعاقد بين الوزارة من ناحية وهؤلاء الأساتذة والطلاب من ناحية أخري؟!! أين إنسانية التقويم؟!! خامسا: الأخذ بأسهل الحلول ليس دائما أصلحها.. والسؤال: هل الأسئلة الإجبارية هي الحل الأمثل لإصلاح امتحانات الثانوية العامة؟ إن الحل ليس في الأسئلة الإجبارية بل يكمن في أن تتمتع الأوراق الامتحانية في الثانوية العامة بقوة تشخيصية كبيرة, وبالتالي يمكن التمييز بدقة بين فئات الممتازين والمتوسطين والمتأخرين دراسيا. ومتي وضح ذلك وتأسيسا عليه نهيب بالدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس إدارة المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي أن يستمر العمل بالأسئلة الاختيارية في الثانوية العامة, حتي يتحقق الصالح العام للطلاب. د.محمد سعيد زيدان - أستاذ المناهج المساعد بتربية حلوان