تحالف روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي أخيرا أحبط3 قرارات لإدانة النظام في سوريا عن الأحداث الجارية هناك, وحال دون التدخل العسكري لإسقاطه وحدث ذلك أيضا لمنع استخدام القوة مع إيران وايقاف توقيع عقوبات جديدة عليها بشأن برنامجها النووي. هذا التحالف لم يتأسس لإستعادة أسلوب الحرب الباردة الذي كان سائدا قبل تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق, وانما لإفساد المخططات التي رسمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية للاستحواذ علي ثروات دول المنطقة العربية وإحكام السيطرة عليها لخدمة إسرائيل ومصالح أمريكا, والتي بدأت مع الدول الأوروبية تنفيذ مراحلها عقب أحداث11 سبتمبر بغزو أفغانستان ثم العراق وما تلاها من حروب اسرائيل مع لبنان وبعدها مع غزة, وأطلقت عليه وزيرة الخارجية الامريكية السابقة( واندليزارايس) مسمي الفوضي الخلاقة واعتبرتها إعادة لترتيب الأوضاع وإقامة ما أسمته( الشرق الأوسط الجديد أو الكبير) بعد تفتيت الدول وتقسيمها الي( كانتونات) وتوالت الاجراءات بفرض الحصار علي غزة والعقوبات المتعددة علي ايران ثم دعم ما سمي بثورات الربيع العربي واستخدام القوة العسكرية الغربية والعربية في ليبيا وادخال باقي الدول في صراعات داخلية. وفي هذه الأجواء استشعرت الدول الأوروبية ان تحالف روسيا والصين في مساندة سوريا وإيران ضد المحاولات الامريكية للهيمنة علي دول الشرق الأوسط لخدمة مصالحها فقط.. وان هذا يشكل خطرا علي علاقات أوروبا ومصالحها في المنطقة, وعلي ضوء ذلك رفضت الحكومة البريطانية المطالب الامريكية باستخدام القواعد العسكرية لبريطانيا في قبرص وجزيرتي( اسنسيون) بالمحيط الاطلنطي و(دييجوجارسيا) بالمحيط الهندي للتعامل العسكري مع إيران بحجة ملفها النووي, ويقتضي الأمر ان تتوحد دول الشرق الاوسط, وفي مقدمتها الدول العربية, لدعم حائط الصد الذي أقامته روسيا والصين.