وزير الأوقاف أمام الشيوخ: عهد السيسي العصر الذهبي للدعوة وعمارة المساجد    بدء الفعاليات التمهيدية للترويج لافتتاح النسخة الرابعة لحملة «مانحي أمل» في مصر    جامعة الزقازيق تحقق مراكز متقدمة في مسابقة «إبداع 12»    وزارة العمل: «سلامتك تهمنا» لنشر ثقافة الصحة المهنية بالقليوبية    تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم    محافظ أسيوط: ندعم فعاليات وأنشطة الشباب والرياضة تزامنًا مع الإجازة الصيفية    توزيع مساعدات مالية لعدد 21 أسرة بالفيوم    مصادر طبية: ارتفاع عدد القتلى في قطاغ غزة منذ 7 أكتوبر إلى 36050 فضلًا عن 81026 جريحًا    الحكومة الإسرائيلية تعلن النتائج الأولية بشأن هجوم رفح.. ماذا قالت؟    خبير علاقات دولية: مصر مستمرة في دفاعها عن أشقائها الفلسطينيين    تعرف على قائمة "الماتادور" في "يورو 2024"    إحالة سائق للمفتي لاتهامه باستدراج سائق وقتله بشبرا الخيمة    موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 1445 هجريا في مصر.. اعرف عدد الأيام المتبقية    إصابة طالبة بأزمة تنفسية خلال امتحانات الدبلومات الفنية بالفيوم    صلاح عبد الله: لطفي لبيب أصبح الجوكر الذي لم يستغنى عنه نجوم مصر في أعمالهم    وزير الصحة يحذر من خطورة ارتفاع معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية والكُلى بأفريقيا    في ذكرى ميلاد فاتن حمامة.. سر خروج ابنها من المدرسة    غدا.. انطلاق عروض برنامج السينما الإيطالية في القاهرة    إسكان البرلمان توصي بتشكيل لجنة لمعاينة مشروع الصرف الصحي في الجيزة    غزل المحلة يعلن رحيل محمود عبد العزيز    حدد 3 مناقشات.. مجلس أمناء الحوار الوطني يجتمع 1 يونيو    انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي ل«الأوقاف».. «حق الجار والإحسان إليه»    نائب رئيس جامعة الزقازيق يتابع سير أعمال الامتحانات بكلية التربية للطفولة المبكرة    ضبط 6000 كيس مواد غذائية مجهول المصدر في العاشر من رمضان    ننشر التعليمات السعودية لتنقل الحجاج بين المساكن والمسجد الحرام    تأجيل محاكمة متهم بتقليد الأختام الحكومية لجلسة ل12 يونيو    وزيرة التعاون الدولي تُشارك في الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الأفريقي بكينيا    سموحة يغلق ملف الدوري «مؤقتاً» ويستعد لمواجهة لافيينا فى كأس مصر غدًا    نانسي عجرم عن مجزرة رفح: نحتاج معجزة لتتحرك ضمائر حكام العالم    عائشة بن أحمد عن قصف مخيمات رفح الفلسطينية: «نحن آسفون»    بالصور: ياسر سليمان يطرب جمهوره بأغاني محمد رشدي على مسرح الجمهورية    رئيس وزراء فلسطين يطالب بحزمة مالية طارئة لمعالجة الأزمة الناجمة عن الحرب    «الشيوخ» يناقش سياسة الحكومة بشأن حفظ مال الوقف وتنميته    مياه الجيزة توضح أسباب الانقطاعات المتكررة عن هضبة الأهرام    «الداخلية»: تنظيم حملة للتبرع بالدم بقطاع الأمن المركزي    قافلة طبية جديدة لدعم المرضى غير القادرين بقرى ديرمواس    أكثر من ألفي شخص دفنوا أحياء جراء الانهيار الأرضي في بابوا غينيا الجديدة    القنوات الناقلة لمباراة الاتحاد والنصر في دوري روشن السعودي مع تردداتها    فيلم «The Fall Guy» يحقق 132 مليون إيردات منذ طرحه    شريف العريان: لن أخوض انتخابات رئاسة اتحاد الخماسي الدورة المقبلة    الرقابة الصحية توقع بروتوكول تعاون مع جامعة طنطا لمنح شهادة الاعتماد    وزير الإسكان يعلن تفاصيل مشروعات تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية    البورصة المصرية، ارتفاع جماعي للمؤشرات بمستهل التعاملات    للتعاون في مجال التدريب.. تفاصيل توقيع مذكرة تفاهم بين مركز التدريب الإقليمي وجامعة بنها -صور    الأمين العام المساعد للبحوث الإسلامية يوضح حكم تصوير الجنازات    قرارات جمهورية جديدة.. تخصيص 41 فدانا لإقامة مشروعات عمرانية بدمياط الأبرز    بينهم مصر.. زعماء 4 دول عربية يزورون الصين هذا الأسبوع    وزير الكهرباء ل"اليوم السابع": كل مليم سيتم تحصيله يساهم فى إنهاء تخفيف الأحمال    السيطرة على حريق داخل هايبر ماركت في قنا    وزير الصحة يدعو دول إقليم شرق المتوسط إلى دراسة أكثر تعمقا بشأن مفاوضات معاهدة الأوبئة    موعد وقفة عرفات 2024 وأهمية صيام يوم عرفة    إسرائيل تأمر إسبانيا بوقف الخدمات القنصلية المقدّمة لفلسطينيي الضفة الغربية اعتبارا من 1 يونيو    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة صاحب محل في العمرانية    سيد معوض ينصح الأهلي برفع جودة المحترفين قبل كأس العالم 2025    هل حج الزوج من مال زوجته جائز؟.. دار الإفتاء تجيب (فيديو)    موقف جوارديولا من الرحيل عن مانشستر سيتي في الصيف    كولر: لم أستطع الفوز على صنداونز.. لا أحب لقب "جدي".. والجماهير تطالبني بال13    أستاذ اقتصاد ل قصواء الخلالي: عدم التصنيف القانوني للوافدين يمثل عبئا على الاقتصاد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زهايمر‏!‏

هل يمكن أن نضيف شيئا؟‏...‏ ديمقراطية‏,‏ عسكرتارية‏,‏ أوتوقراطية‏,‏ بيروقرطية‏,‏ ديكتاتورية‏,‏ ثيوقراطية‏,‏ ليبرالية‏...‏ الشرق الأوسط جرب كل شيئ‏,‏ أو تم تجريب كل شيئ فيه‏,‏ لقرون هو مفعول به, لم يكن أبدا فاعلا, غاب عنه الفعل, واستمر البقاء في خانة المفعول به, الضحية, الشاكي, الحزين الباكي...
هل يمكن لهذا الجيل الذي شاب وشابت أفكاره أن يضيف جديدا؟.. هل يسمح الزهايمر لتلك العقول المخصية أن تضيف خصوبة أو تنجب أفكارا؟.. يجوز.. نعم يمكن, إذا شاب الغراب وباض الديك, وتغير الشرق الأوسط أو انقلب رأسا علي عقب...
غناء صار غثاء, أدب صار قلة أدب, وزمن الباشوات الجدد يضيف تقاليده وأخلاقياته التي لا أجد وصفا لها, أو بالأحري وصفا يليق بهم وبزمنهم ولا يخدش الحياء العام.. أتذكر قصيدة لنجيب سرور كان عنوانها أولاد...!, وأترك للقارئ البحث عن هذه القصيدة كي يعرف عنوان الزمن الذي أعنيه..
الحب العذري صار من الكائنات المهددة بالإنقراض أو انقرضت بالفعل.. أين ثومة وهي تغرد بأجمل الكلمات, وأعذب الألحان؟.. أين حليم وهو يتسلل إلي أمسياتنا ببهجة الحب ولوعة الفراق؟.. أين المعاني؟.. لقد سبق وكتبت في مقال:لقد أنتحرت المعاني, ولم أفهم بالضبط ما الذي أعنيه, أو ربما نسيت بسبب الزهايمر الذي عشعش في الرأس والذاكرة..
ليت الناس تتعلم من الأفيال؟!.. عندما يشيخ فيل, فأنه يعتزل القطيع, ويتخذ مكانا قصيا ومعه أقرانه من شيوخ الأفيال, يدركون بالفطرة أنه لم يعد لهم نفع, بل أصبحوا عبئا علي باقي القطيع, حركتهم ثقيلة, وأبصارهم كليلة, وأسماعهم عليلة.. يعتزلون في شمم وكبرياء قبل أن يدوسهم باقي القطيع, ويموتون بكرامة وإباء...
سنة الحياة هي التغير, وشرقنا العزيز يري رأيا مخالفا, فهو يري أن التغير مخاطرة غير مأمونة العواقب, واللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش, ولذا فإن نظرة لأسطح منازل القاهرة مثلا, ثريها وفقيرها, تعطي مثالا واضحا لما أقول, فالأسطح مكتظة بأشياء لا فائدة لها, مجرد كراكيب, بقايا أثاث محطم, زجاجات مختلفة الأشكال والألوان, سلال, جرائد قديمة, والكثير من القاذورات... كراكيب نحتفظ بها رغم ثقتنا في إنعدام جدواها, ولكن.. من يدري؟, فلعل هناك فائدة في هذه الزجاجة المكسورة, أو في هذه المرآة التي لم تعد تعكس شيئا سوي الصدأ... كراكيب ذات رائحة كريهة, ومع ذلك فأن الناس تصعد إلي الأسطح في ليالي الصيف كي تشم هواءها الملوث...
نحتاج جيلا جديدا يعتبر العلم أكثر من مجرد درجة اجتماعية أو وظيفية, وإنما أسلوب ومنهج لتغيير الحياة, نريد جيلا جديدا يرفض الخنوع لإملاءات الواقع, ينقذنا من تبلدنا, وأوهامنا التي اختطفت أعمارنا جيلا بعد جيل, ومن دروشة حملة المباخر الذين سرقوا منا أحلامنا وأيامنا ومستقبلنا... نحتاج جيلا لا يساوم في الحق, لا يتراجع عن مواجهة التحديات, يشطب سيرة الهوان, سيرتنا, ويرفض حكمتنا.. حكمة العجز...
كتبت مئات المقالات تحت عنوان: كلام في السياسة خلال الأعوام العشرين الماضية.. أشعر الآن أن كل ما كتبته لم يكن سوي إسطوانة مشروخة, تعيد وتكرر نفس النغمة البائسة, تحاول أن تقترب زاحفة فوق السطور إلي صيغة الخلاص, لكنها مجرد كلمات.. كلمات ميتة فوق صفحات مظلمة لا تجد نورا ولا تشعل نارا.. بعد كل هذا العمر, ماذا تبقي؟
ربما هي نعمة مستترة.. الزهايمر أيضا يخفي زمنا من الهوان والإنكسار, لحظة النكسة حين انفطر القلب الصبي علي حقيقة الهزيمة, وحين رفرف العلم ذو النجمة السداسية الزرقاء أمام عيوننا علي الشاطئ الآخر, بل وحين انغرس في قلوبنا حزنا وذلا مقيما.. أختفت أيضا تلك الأحلام الملونة, وتلاشت الآمال.. هي نعمة بلا جدال أن يصبح الإنسان جمادا بلا تاريخ أو مستقبل, مجرد حجر علي طريق تدوسه الأقدام...
حالة مخيفة من الزهايمر مسحت العقل كله, ولم يتبق سوي الغرائز الحيوانية البهيمية, شاخ العقل أو تجمد أو مات, أصبحنا أمة تنتحر...
الرهان الكبير هو الشباب, تلك الأجيال الطالعة التي لم تمر بنكسة أو بانكسار, المسلحة بالعلم والحماس والقدرة علي الحلم, أجيال لا ترتعش أصابعها فوق الزناد, ولا تهتز عقولها أمام التحديات.. هذا هو الرهان الذي قد لا نري نتيجته فيما تبقي من أعمارنا, ولكنني متيقن أنه الرهان الرابح, هذا هو القدر المؤكد من اليقين الذي لم تصل إليه بعد خيوط عنكبوت الزهايمر...
ومثل أي فيل كهل محترم, أظن أن الوقت قد حان لاتخاذ مكان قصي, كي أرفع العبء عن الجيل الجديد, وربما يكون من المسلي والمفيد أن أجد في هذا المكان المنعزل بعض رفاق الطريق كي نتشاغل في مباراة الذاكرة, فنحاول معا أن نتذكر ماذا أفطرنا اليوم, وما هي أسماء أولادنا وأعمارهم.. نعصر الذهن سويا كي نستعيد بعض الصور الباهتة لأيامنا السعيدة, ونتبادل التفاخر بانتصارات لم يعد يتذكرها أحد... مثل أي فيل كهل محترم يجب أن يضاف إلي الكراكيب في منطقة مخصصة لذلك, وليس علي قمة أسطح المجتمع...
المزيد من مقالات السفير معصوم مرزوق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.