"لا أنت ولا أنا ولا معارضى مبارك لدينا خبرة لإدارة البلد" .. هذا ماقاله الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح للرئيس مرسى فى اللقاء الذى جمع بينهما مؤخراً بقصر الرئاسة فى إطار تقديم النُصح ورؤيته الشخصية أمام الرئيس بضرورة الإستعانة بأهل الخبرة فى مختلف المجالات بالدولة وعدم الإقتصار على أهل الثقة والمقربين ورغم أن ماقاله الدكتور أبوالفتوح – فى حوار له مع إحدى القنوات الفضائية - يشير إلى رغبة صادقة من "رجل" مصرى يريد أن يرى وطنه وهو يستعين بأبنائه أصحاب الخبرة الحقيقة فى إدارة البلاد بعيدا عن إنتماءاتها السياسية أو الحزبية, فإنه لمس أيضاً حقيقة واقعة , وهى أن الكثيرين ممن تقدموا لمنصب الرئاسة ومن يتصدرون المشهد السياسى الآن وفى مقدمتهم الذين إنتسبوا إلى الثورة بالفعل ليسوا من أصحاب الخبرة فى إدارة البلاد .. وتلك هى المشكلة التى ربما تكون قد أثبتتها الأحداث ونعيش فى فلكها حتى الآن !! لقد شهدت البلاد بالفعل حالة من التجريف والإقصاء للكثيرين من أصحاب الكفاءة طوال الثلاثين عاماً الماضية فى مختلف المجالات , بما فيها المناصب السياسية فى إدارة الدولة مادام أصحابها يختلفون مع اللون الواحد الذى إكتست به الحياة السياسية المصرية وهوالحزب الوطنى وغيره من الأحزاب والشخصيات الكرتونية التى كانت دائماً تلعب على " الوجهين " . وفى هذه الأجواء ضاعت أيضاً وجوهاً رفضت على نفوسها أن تقدم فروض الولاء والطاعة لرموز تعرف أنها فاسدة ,واعتبرت ان الإقترب من هذه الرموز ربما يلوث تاريخهم فآثرت البُعد بنفسها عن العمل العام ومحاولة الإقتراب من المناصب .. وعلى الرغم من ذلك فإن الحقيقة التى لانستطيع إنكارها أيضاً أن فى هذا العهد السابق, كانت هناك شخصيات تعمل فى مواقعها وهى تحمل خبرة إدارتها ,وبعضها ربما لم تكن تحمل كل الطُهر والشرف والأمانة , لكنها كانت قادرة على تقديم الحد الأدنى من مهام منصبها ,وكانت تحمل خبرات نسبية لو صلح رأس الحُكم لقدمت الأفضل . أما الآن وفى حكومة مابعد الثورة .. هل يتوفر لنا ماكنا نتمناه من خبرات تدير الدولة بشرف وأمانة ووطنية , ولكن بخبرة فى ذات الوقت .. هل تملك الكوادر الجديدة التى جاءت بعد إختيار رئيس جديد الخبرات التى تدير الدولة بحق فى مرحلة مابعد الثورة على الماضى ؟! هل تحسن الأداء ؟! هل بقى حتى على ماكان عليه قبل الثورة ؟! الواقع يقول " لا " .. والحادث الذى لاتخطئه عين ولمسه ابو الفتوح فى مقولته ان القدرة على إدارة الدولة تنقص من يديرونها بالفعل , وأنهم لوإستمروا فى الإعتماد على أهل الثقة , وذوى القدرة على التلون وتغيير جلودهم فى كل عصر وآوان ليصبحوا ذراعاً للحاكم فى الحق والباطل , فإن الوقوع فى فخ الغضب ضدهم هو قادم لامحالة .. إن إدارة الدولة وبقائها تحتاج إلى كفاءة كل أبنائها , وليس فقط أبناء " العشيرة" الذين قد يحولون "الباطل" إلى "حق" مادام صادراً عن أحد أبناء عائلتهم ..أفيقوا يرحمكم الله قبل أن تغرق السفينة بالجميع ! المزيد من مقالات حسين الزناتى