«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى مفاجأة من العيار الثقيل .. د. أحمد عكاشة: مستعد لعلاج أبو إسماعيل فورًا !
نشر في أكتوبر يوم 13 - 05 - 2012

الديكتاتورية مولود غير شرعى للديمقراطية إذا لم يكن لها ضابط أو رابط، والدساتير هى السلاح الماضى لتقليم أظافر الحكام، وأن عدوى السلطة تبدأ من رئاسة الدولة وحتى رئاسة شركة أو محل بقالة، وأن لذة القيادة تفوق لذة الآباء والأبناء.
وفى حديثه لأكتوبر أكد العالم الكبير د.أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى الشهير أن المرشح المستبعد حازم صلاح أبوإسماعيل يعانى أزمة هوية، وأن أتباعه لايختلفون عن القطيع الذى يمشى بلا تفكير، وأن خلط الدين بالسياسة مفسدة كبيرة.
ويكشف د. عكاشة أن جنرالات بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الذين قاموا بالعدوان الثلاثى على مصر كانوا يعانون من اضطرابات نفسية، وأن المريض النفسى أسمى خلق الله، وأن صلاح عبدالصبور رفض العلاج من الاكتئاب حتى لايتوقف عن الإبداع..
أسرار كثيرة بين سطور الحوار التالى
* الاستاذ الدكتور أحمد عكاشة.. تنبأت فى حوار صحفى عام 2006 أن الثورة قادمة لامحالة وأنها ستكون سلمية.. وقد قامت الثورة فعلا، و كانت سلمية، فعلى أى أساس بنيت هذه الأحكام.
** حتى نكون صادقين مع أنفسنا ومع القارئ لا يوجد شىء اسمه قدرة على التنبؤ اللهم إلا إذا كانت هناك منحة من الله يتجلى بها الله على بعض عباده ومن الناحية العملية فإن الظروف التى كانت تمر بها البلد والاحتقان الذى كان يعانيه الشباب، والإحباط الذى وصل إلى منتهاه عندما قال الرئيس المخلوع «خليهم يتسلوا».. عندما سمعت هذه الجملة قلت لا يمكن للشباب المستنير على العالم بواسطة الإنترنت أن يسكت على هذه الكلمة أو هذه السياسة.
* معنى هذا أنك تنبأت أو توقعت أن الشباب هم الذين سيقومون بالثورة.
** هذا صحيح، وقد بنيت أحكامى المسبقة على ما يحدث فى العالم حيث توجد جمعيات أهلية ومراكز حقوقية موجودة فى أغلب دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية تعطى دروسا للذين يجيدون التعامل مع الانترنت والإلكترونيات حتى يقوموا بثورات سلمية، وقد أثبتت الثورة المصرية هذه النظرية حيث نجح مجموعة من الشباب أن تزيل حكما غاشما بطريقة سلمية
بلا عنف لأن العنف لا يولد إلا العنف كما حدث فى ليبيا وسوريا واليمن، ولم يحدث أى عنف فى مصر.
* هناك من يخشى أن تتحول الثورة البيضاء إلى عنف أو كفاح مسلح كما ينادى البعض الآن؟
** الشعب المصرى بطبيعته مسالم ويميل للتسامح والوسطية، والطيبة. والعنف عادة بعيدة عن أخلاقه، ولكن يوجد بعض الشخصيات المتطرفة الراديكالية، والتى لها كاريزما معينة تغسل أمخاخ المريدين، ويبدأون فى الطاعة العمياء، وكما أسميها «غريزة القطيع» لأنهم يدورون بلا وعى، وكأنهم منومون مغناطيسيا بتأثير هذا الزعيم المزيف الراديكالى.
انقسامات
* إذن هذا هو سبب العنف الموجود فى الشارع حالياً؟
** نعم وهذا هو أساس العنف الموجود فى الشارع المصرى حاليا، وهو أن كل فئة لا تستطيع قبول الآخر، سواء التيار الإسلامى، الذى انقسم إلى عدة تيارات مختلفة حيث لا يقبل أى تيار الآخر، وكذلك الثوار منقسمون إلى عدة ائتلافات ولا يقبل كل منهم الآخر أيضا، فكل له رأيه، ولا يوجد توافق على أى شىء، وهذا الثلاثى يعنى قبول الرأى الآخر، وعدم استعلاء الأغلبية، ومن المفروض أن تتآلف الأغلبية مع الأقلية، لأنها قد تحتاج إليها حتما، وأنه ربما -وهذا شىء مؤكد- أن يوجد فى الأقلية ما هو أكفأ، ومن ثم ففى كل البلاد الديمقراطية يتم الاستعانة بشخصيات من الأحزاب المعارضة لمصلحة الوطن.
* هل توجد أمثلة على ذلك حتى يراعىحزب الأغلبية فى مجلس الشعب هذه القواعد؟
** طبعا فى أمريكا مثلا فإن أوباما الذى جاء رئيسا عن الحزب الديمقراطى طلب من مجلس الأمن القومى أبرز الشخصيات التى يمكن أن تتولى وزارة الدفاع سواء كانت من حزبه أو من الاحزاب الأخرى.. عرضوا عليه أسماء كثيرة من الحزبين الديمقراطى والجمهورى فاختار السيد جيتس لأنه جنرال على كفاءة تامة، وقد اختاره لصالح الولايات المتحدة الأمريكية مما يؤكد لك بالدليل القاطع أن مصلحة الوطن فى أمريكا وغيرها من الدول تجٌب المصالح الحزبية أو الجماعية، وللأسف لم نستطيع عندنا فى مصر أن نتحرر من الانتماء الحزبى، أو الإسلامى، أو السلفى، أو الثورى، وتم تقديم المصالح الخاصة لهذه الأحزاب والحركات على حساب الوطن، وهذا يؤكد لنا أننا مازلنا «نزحف» فى طريق الديمقراطية وياليتنا نتعلم من أخطائنا، حتى ولو تدريجيا، لأن مصر لم تر ديمقراطية ليس من 30 عاما من بداية حكم مبارك، أو حتى منذ 60 عاما من أيام ثورة يوليو ولكن منذ أيام الفراعنة.
* يقولون إن السلطة لها أمراض والأمراض لها أعراض فما أعراض تلك الأمراض التى تصاحب كرسى الرئاسة؟
** دائماً ما نعرف أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وأخيراً بدأت صورة السلطة المطلقة تظهر فى هيئة أو جماعة نسميها نحن متلازمة الغطرسة أو متلازمة التعالى، وقد تبين من خلال التحليل والرصد والدراسة أن السلطة المطلقة تلازم الشخص الذى يجلس على الكرسى فترة تزيد على مدة رئاسية أو مدنية من أول رئيس شركة، أو رئيس جامعة، أو رئيس وزارة ولذلك فى كل دساتير العالم يتم تحديد مدة رئيس الجمهورية حتى لا يصاب بأمراض السلطة.
وكان القائد العظيم مانديلا يدرك خطورة أمراض السلطة ولذلك فبعد 27 سنة من التعذيب، والقهر الذى سببه البيض للسود قال عندما خرج من السجن:إذا أردنا البناء فلابد من النسيان، لابد من التسامح بل بعث رسالة إلى الحكومة المصرية تم نشرهافى الصحف آنذاك يقول فيها: أرجوكم لاداعى للانتقام والشماته والقسوة.. حاكموا ولكن لا تنتقموا حتى تتوحدوا وتبنوا بلادكم، والأجمل من ذلك أنه بعد أربع سنوات رفض تجديد المدة الثانية من فترة الرئاسة.
* وهل توجد نماذج أخرى ترفعت عن السلطة وفضلت البقاء مدة واحدة غير مانديلا؟
** طبعاً ف «لولا» رئيس جمهورية البرازيل جلس على كرسى السلطة وعندما طلبوا منه تغيير الدستور حتى يجلس فترة أكبر رفض مع أنه كان فى الأساس ماسح أحذية ولكنه زهد فى المنصب من أجل البرازيل، ولا ننسى روسيا فبوتين رفض أيضاً تمديد فترة الرئاسة، ومع أنه قد لعبها مع ميدفيدينى، إلاّ أنه استخدم الإطار القانونى والدستورى للجلوس على عرش الكرملن.
* ما هو التحليل النفسى لشخصية حازم صلاح أبو إسماعيل وأنصاره؟
** أنا لم أفحص حازم أبو إسماعيل حتى أعطيك تشخيصاً دقيقاً مائة فى المائة عنه ولكن ولو جاءنى لقدمت له يد المساعدة، وفحصته فحصا دقيقا وقمت بعلاجه ولكن سلوكياته التى مارسها فى الفترة الأخيرة، وبُعده عن الحقيقة، وإنكاره لها، وكان آخرها تصريحاته مع يسرى فودة بأنه لم يكن طوال حياته عضواً فى جماعة الإخوان المسلمين فى الوقت الذى أعلن فيه المرشد العام السابق مهدى عاكف أنه استقال أو طلب الاستقالة حتى يترشح للرئاسة، فواضح جداً أن هذا الرجل عنده أزمة هوية، وأن الإنسان الذى يحتاج للكذب، إنسان ضعيف، ولا يلجأ للكذب إلا إذا كان فى موقف ضعف، وإذا كانت المصداقية هى شعار البشر جميعاً، فمن باب أولى أن يكون الصدق شعار رجال الدين، أو حتى من يرتدون عباءته، والحالات التى تكذب أو تتعمد الكذب لها علاج، أما عن مريديه فإن معظمهم من الأميين فكرياً، وأنت تعلم أن نسبة الأمية 40% فى مصر، و50% تحت خط الفقر، وعندهم تواضع شديد جداً فى إمكاناتهم العلمية والفكرية والمعرفية، والوسيلة الوحيدة للتعبير عما يدور فى صدورهم، أو الاتصال بالعالم الخارجى هو خطيب المسجد، من خلال الخطاب الدينى المظهرى، ولتواضع المريدين الفكرى والمعرفى، يلتفون حول الخطيب أو الزعيم الملهم على أساس أنه شيخ طريقة، وبخاصة إذا كانت له كاريزما مثل الشيخ حازم.. فلا هو أو غيره مختاراً من قبل الله، ولم ينزل عليه أو على غيره وحى من السماء ولكن الأتباع والمريدون هم الذين اختاروه، ومع ذلك فإن أتباعه قالوا عنه، كما قرأت فى الصحف إنه بالنسبة لهم المهدى المنتظر.
أتباع أبو إسماعيل
وإذا كان الأتباع يقولون هذا الكلام.. فهم بلا شك - كما يقول التحليل النفسى مجموعة من القطيع يتصرفون ويتحركون دون وعى، وأصبحوا مريدين لشخص يتمتع بالقدرة على الإيحاء والتأثير عليهم، ولكن المصداقية والإخلاص سواء للإسلام أو للوطن، أعتقد أنها غير متوافرة.
* هل تقبل علاج الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل إذا طلب منك ذلك؟
** طبعاً أعالجه.. وسأفحصه، وربما أكتشف حاجات وأمراضا لم يلتفت إليها أحد، ولن أفصح عنها لأن شرف المهنة الذى عاهدت الله عليه سيمنعنى من البوح بأسرار مرضاى. وكل التحليل الذى ذكرته عن الشيخ حازم ناتج عن سلوكيات وأقوال، وتصرفات، ولقاءات فى الصحف والفضائيات.
* هل من الممكن أن يتخلص الإنسان من عادة الكذب؟
** أولاً الكذب يكون فى الغالب سمة من السمات الشخصية للإنسان والكاذب عادة ما يستمر فى الكذب، لأن العادة تكون مترسخة منذ الطفولة وليست وليدة مرحلة الشباب أو الرجولة، والذى يكذب يكون خاوياً علمياً وفكرياً لأن هناك نظرية علمية تقول: العلم تواكبه الفضيلة، والسياسة تواكبها الرذيلة والمراوغة، وإن شئت الدقة قل: السياسة يواكبها الكذب، لأنه لا يمكن فى السياسة أن تصل إلى الهدف الذى تسعى إليه إلا بالمراوغة والرذيلة والكذب، بالتالى من النادر أن تجد عالماً فى أى بقعة من بقاع الأرض يشتغل بالسياسة، لأن العلم مصداقية ومسئولية وإتقان، وتجاوز الذات فى التعامل، وفى المقابل من النادر أن تجد رئيس دولة فى العالم قد حصل على جائزة نوبل، والسياسى الناجح يجب أن يكون مراوغاً، والمراوغة تتعارض مع الدين أو إقامة الدولة الدينية والدليل أن رجب طيب أرودغان رئيس وزراء تركيا قال: المسلم الذى يعمل بالسياسة قد يخطئ، أما الإسلام فلا خطأ فيه، فلا تحمل دين الإسلام ألاعيب السياسة، ومن يفعل ذلك فقد كفر بمبادئ الإسلام.. لأن الدولة الدينية التى ينادى بها بعض المتشددين لاتتوافق مع السياسة؟ ومع هذا فقد يسمح بالكذب فى السياسة، ولكن ليس بالحد الذى وصل إليه حازم أبو إسماعيل.
جماعة القطيع
* وما هى القراءة النفسية لشعار «لازم حازم»؟
** يجب أن تلاحظ أن فئة الأتباع والمريدين لحازم أبو إسماعيل لا يمثلون نصفاً فى المائة من مجموع الشعب الذى تجاوز ال 85 مليوناً.. أتباعه لا يزيدون على ال 20 أو 30 أو حتى 100 ألف، والذين يتحركون كما يقول الطب النفسى - كالقطيع ودون وعى أو معرفة، أو حتى الاستماع إلى صوت العقل أو الحقيقة، .. ومع أنهم مواطنون مصريون فإنهم أصبحوا الآن أتباعا وقطيعا لإنسان يسعى لجرهم وغسل أمخاخهم، فيجب عليك إلغاءهم أو التفكير فى شأنهم لأنهم لم يعودوا مواطنين مصريين.
الخطاب الدينى
* وبمناسبة تدين المصريين.. ماذا عن الخطاب الدينى فى هذه الأيام؟
** كل من أعرفهم أو استمع إليهم أحياناً يركزون فى الخطاب الدينى على الشكل، على الملبس، واللحية، والذبيبة، والجلباب.. وكل هذا من الطقوس الخارجية ولكن القضية هى جوهر الإيمان الذى ينتقل من القلب إلى المخ، وهو علاقة سرية بين العبد وربه.. المؤمن هو الذى يختلى بنفسه ويصلى ليلاً بينه وبين ربه، أما الذين يستعرضون فى المساجد بكثرة البكاء أمام خلق الله، فالله أعلم بهم.
ويؤكد د. عكاشة فى شهادة حق قائلاً: ما نراه الآن على الساحة الدينية.. من تغيير لهجة الخطاب الدينى والتهديد والوعيد فى كل صغيرة وكبيرة يتنافى مع ما نادى به الإمام حسن البنا، أو ما نادى به سيد قطب وقد كان كلا الرجلين عاشقاً للأدب والفن، وكتابة القصة والشعر، وكانا يعيشان حياة طبيعية جداً، ويرتديان الجرافت، والبذات الكاملة، ولم أر أحدهما أو كليهما، وقد أطلق لحيته بهذا الشكل، وقد لبس العدبة فوق رأسه والشبشب فى أخمص قدميه، أو أنهما كان متجهمين وكأنهما ذاهبان إلى ساحة حرب.
* تشترط الولايات المتحدة الأمريكية على كل مرشح تقديم تقارير طبية وبيانات الحالة الصحية الخاصة به.. والسؤال هل تؤثر الحالة الصحية للمرشح على اتخاذ القرار؟
** اتخاذ القرار يكون من المخ، والمخ يشتغل بموصلات ودوائر عصبية، وإشارات كهربائية هى التى تعطى الإنسان الفكر والعاطفة والسلوك واتخاذ القرار وخاصة الفص الجبهى أو الأمامى فى المخ، وهو غير موجود فى الحيوانات، وهو مسئول عن معرفة الحلال والحرام، والتقاليد والأعراف، وموجود فيه الضمير والنفس اللوامة، وإذا أصيب الشخص بجلطة أو مرض أو ورم، تجد غياب كل التقاليد الإجتماعية، والسلوك ويبدأ الخلل التام فى كل شئ، وأولها الخلل المخى، ، وبالتالى تأتى الخطورة فى حالة إصدار القرارات.
* هذا يعنى أن المرشح صغير السن يكون أفضل بكثير ممن تجاوز السبعين أو الثمانين مثلا؟
** أنا أنصح أن يكون المرشح صغيرًا، حتى تكون لديه مقدرة على الابتكار، والتخطيط والرؤية المستقبلية، والأمل هذا فى الوقت الذى يمكن أن يصاب فيه الرئيس الكبير بتصلب فى شرايين المخ والنسيان والضمور، وهذه أعراض طبيعية تلازم كبار السن وتؤثر فى اتخاذ القرارات.
مرض المشاهير
* وهل يوجد نماذج لرؤساء تولوا المسئولية وأصيبوا بتلك الأمراض؟
** طبعا يوجد رئيسان أدارا شئون بلادهما، وأصيبا بالزهايمر فى آخر سنة من حكمهما وهما الرئيس الأمريكى ريجان والرئيس التونسى الحبيب بورقيبة.
* وهل هناك تعارض بين الأمراض النفسيةن وتولى المناصب القيادية؟
** بالعكس، فبعض الزعماء الذين كان عندهم جزء من المرض النفسى أو الهوس الذى يتميز بالنشاط الزائد وسرعة البديهة، وعدم الحاجة للنوم، والذكاء المفرط، والكاريزما، والذكاء العاطفى، وروح الفكاهة.. كانوا قادة مثل روزفلت الذى أصيب بشلل فى قدمه ولكنه استطاع أن يعمل على غير المألوف، كما أن قادة العدوان الثلاثى على مصر، وعلى رأسهم إيدن رئيس وزراء بريطانيا كان يتعاطى حبوبا منبهة وأدوية مخدرة وخمراً وندم ندمًا شديدًا فى اتخاذ قرار الحرب على مصر، والثانى رينيه رئيس جمهورية فرنسا، الذى كان يعيش على الكورتيزون، وندم أيضًا فى اتخاذ القرار، كما أن بن جوريون رئيس وزراء إٍسرائيل كانت عنده حالة من الهوس، ومع أنهم كانوا قادة إلا أنهم اتخذوا قرارات خاطئة نتيجة الاضطراب النفسى والعصبى الذى أصاب هؤلاء فى مرحلة الحكم، ولم يتم الكشف عن هذا إلاّ بعد العدوان الثلاثى بسنوات طويلة.
وما دمنا فى سياق الحالة الصحية للرؤساء لابد من التطرق لهتلر الذى تسبب فى قتل من 40 إلى 50 مليون نسمة بسبب غريب جدًا وهو أن يسود الجنس الآرى الذى تنتمى إليه ألمانيا - جميع دول العالم، والنتيجة أنه قاد بلاده إلى الدمار، مع أنه تم انتخابه ديمقراطيا وبإرادة شعبية كاسحة.
برلمان الثورة
* رأى د. أحمد عكاشة فى برلمان الثورة؟
** من المعروف تاريخيًا وسياسيًا أن الديمقراطيات تولد ديكتاتوريات عندما يترك الحبل على الغارب ويتم تعطيل الدساتير والقوانين وأن أسوأ البرلمانات هى التى تأتى بعد الثورات، وأن مشكلة برلمان مصر فى الناخب لأن 60% من السكان متوسطو الذكاء، و20% أقل من المتوسط، و20 أذكياء.. ومن هنا يضطر ال60 وال20 الأولى منح أصواتهم للأذكياء بغرض الحصول على التعليم والصحة وباقى متطلبات الحياة، ولكن فى الانتخابات الأخيرة وبسبب نظام القوائم أضطرت بعض الأحزاب وضع موالين لهم على رأس القوائم أو داخل القوائم، فمن الممكن مثلا أن يضع رئيس حزب سائقه الخاص، أو طباخه فى القائمة وينجح فى الانتخابات.. ويقال إن من 18 إلى 20% من مجلس الشعب من غير مؤهلات. وبذلك فلا يمكن أن يقوم للمجلس التشريعى قائمة، وبه نسبة كبيرة من الأعضاء متوسطو الذكاء، وأقل من المتوسط والمشكلة الأكبر أن البرلمان المصرى لا يمثل الثورة والدليل أن 60% من إجمالى الشعب أقل من 35 سنة غير ممثلين فى البرلمان، بالإضافة إلى نسبة تمثيل المرأة والأقباط الذى يكاد يذكر فكيف نطلق على برلمان بهذا الوصف والتشريح أنه برلمان الثورة.
المرشح العسكرى
* هل ترى أو تعتقد أن المرشح العسكرى أو الذى له خلفية عسكرية لا يصلح أن يكون رئيسا؟
** حكاية يصلح أو لايصلح تعود لتركيبة الشخصية نفسها، والناخب والصندوق هما الحكم، ولكن بوصفى طبيبا نفسيا أؤكد لك أن الشخصية العسكرية بها مواصفات قلما توجد فى الشخصية المدنية منها أنها تتميز بالاتقان والطاعة واحترام الاقدمية، والانضباط، وتحمل المسئولية.. ولذلك فعندما تولى المجلس العسكرى المسئولية المدنية اصطدم بالواقع لأن المدنيين عندهم تسيب، وعدم انضباط، وعدم احترام الكبير، وهذه تقاليد ضد العسكرية، وضد تقاليد الشعب المصرى، ولهذه الأسباب يتمنى المجلس العسكرى العودة إلى ثكناته وليس كما يشيع البعض.
* هل تقبل أن يكون للمجلس العسكرى دور فى رسم سياسة الدولة؟
** أقبل تعاون المجلس العسكرى مع الرئيس القادم وأن يكون هناك توافق لمصلحة مصر، لأن الجيش الذى يحفظ الأمن القومى للبلاد لابد أن يكون له رأى، ففى أمريكا البنتاجون له رأى فى كل الأمور، وكذلك القوات المسلحة الفرنسية، والبريطانية ولكن التدخل يكون بالتوافق وليس بالتزاحم أو التنافس حتى لايحدث صدام.
* ماذا عن إدمان المشاهير من الرؤساء والزعماء؟
** هناك شخصيات كثيرة مثل زوجة فورد التى دخلت مصحات متعددة للعلاج من الإدمان، والرئيس الأمريكى ريجان الذى دخل إحدى المصحات للعلاج من الكحول وكيندى كان يعالج نفسيا من مرض أديسون الذى يصيب الغدد الإدرينالية وخطورته أنه يحتاج إلى كميات كبيرة جدًا من الكورتيزون لتخفيف الألم، فأدمن العلاج بالإضافة إلى المغنية الشهيرة داليدا التى انتحرت، وفرجينيا دولف أكبر شاعرة بريطانية والتى انتحرت أيضا.
ثقافة خاطئة
* هناك من يتبرأ من المرض النفسى ولايمانع فى كشف أى أمراض أخرى؟
** هذه ثقافة خاطئة ومنتشرة فقط فى العالم الشرقى.. ولكن وفى الغرب المرض النفسى ليس وصمة ولكنه يعطى إحساسًا بالتعاطف والابتكار والخلق والمثابرة والصبر، لذلك تجد كثيرا من الشعراء والفنانين ورجال السياسة قد أصيبوا بالمرض النفسى والاكتئاب ورفضوا العلاج، لأن المرض يعطيهم كما قلت قدرة على الإبداع فالشاعر صلاح عبدالصبور وكان صديقا صدوقا قال لى أكثر من مرة: لقد ولدت مكتئبا، ومن ثم فشعرى كله يميل إلى الحزن، وقال إذا قمت بعلاجى فلن أبدع، وإذا عجزت عن الإبداع فلن أعيش.
ولكن هذا لا يعنى عدم العلاج من الاكتئاب أو الاضطراب النفسى بل إن العلاج منه يعد ضرورة حتمية لأنه يؤدى إلى جلطات فى القلب والمخ لذلك فصلاح عبدالصبور رحل عن دنيانا فى سن صغيرة بجلطة فى القلب بسبب إصراره على عدم العلاج من الاكتئاب.
بلد شهادات
* سؤال يتردد فى كثير من الأذهان.. وهو هل الذكاء مرتبط بالشهادات؟
** الذكاء موهبة من عند الله وليس له علاقة بأى شهادات ومثال ذلك بيل جيتس قائد ثورة البرمجيات فى العالم، وأغنى رجل فى العالم أيضا فهو من أذكى ما خلق الله، فدخل هارفارد وترك الجامعة لأنه أصر على ابتكار شئ يغير وجه العالم، لم يهتم بالشهادات؛ وتمر الأيام و جامعة هارفارد التى خرج منها ورفض إتمام تعليمه فيها، تمنحه الدكتوراة الفخرية، لأنه كان أذكى من أساتذة الجامعة مجتمعين، وأنا أعرف بعض الناس فى منطقة الرويعى بالقاهرة من أذكى خلق الله لأنهم يبدعون بالإمكانيات وهذا يؤكد أن الذكاء منحة من الله.
* يربط كثير من الناس المرض النفسى بالجريمة، فما صحة هذا الربط؟
** هذه مغالطة لأن 85% من الجرائم التى ترتكب يقوم بها أفراد عقلاء وأصحاء والدليل أن كل الجرائم التى ارتكبت بعد الثورة قام بها افراد على وعى كامل بالحياة، ولهم أغراض عديدة، منها شيوع الجريمة والانفلات الأمنى، فى استهانة صارخة لمبادئ المجتمع.. والمريض النفسى ليس خطرًا، كما يدعى البعض أو كما صوره الإعلام، ولكن الواقع يؤكد أن المريض النفسى إنسان مستكين ومسالم بل هو من وجهة نظرى أسمى من الإنسان الذى لايمرض نفسيًا، ومن المعلوم أن الحيوانات لا تمرض نفسيا، وأن المريض من وجهة نظرى هو من لا يعانى من مرض نفسى.
براءة
* لماذا حكمت على متهم بنى مزار بالبراءة قبل حكم القضاء؟
** لأنه ليس من المتصور أن يدخل فرد واحد ويقتل أسرتين فى مكان واحد وفى وقت قصير، كما أن طبيعة الجريمة لا توحى من بعيد أو قريب أنها من صنع مريض نفسى، الذى يقوم بجريمته أحيانًا بناء على هلاوس أو ضلالات.. ولكن جريمة بنى مزار كانت بدافع الثأر أو السحر الأسود، أو الخرافات، وهذه الأشياء بعيدة عن الجرائم التى يمكن أن ترتكب عن طريق المريض النفسى الذى لا تتجاوز جرائمه ال15% فى حين تصل نسبة جرائم العقلاء والأصحاء 85%.
* ما مدى تأثير المثقف الكبير د.ثروت عكاشة على د. أحمد؟
** كان شقيقى الأكبر قائدى فى كل شئ علمنى التذوق الفنىوعلمنى حب الحياة وأن أتعامل مع الفن بأحاسيسى ومشاعرى، وعرّفنى طريق المكتبات والمتاحف، وكان يأخذ رأيى فى كل كتبه، أكد لى منذ وقت مبكر أن العلم بغير فن يكون ناقصًا.
* ماهى الميول الفنية للدكتور أحمد عكاشة؟
** أستوعب أى لون من ألوان الجمال سواء الشعر أوالمسرح أوالموسيقى أوالتصوير أوالنحت، أنا أعشق كل شىء جميل.
* وماذا عن مقياس الجمال عند المرأة؟
** رأيى لا يتجه إلى النواحى التشريحية أو الجمال الجسدى، لأنك بعد فترة قصيرة ستتعود عليها، ولكن أجمل ما فى المرأة هو الإشعاع الروحى فما يعنينى هو النصف الأعلى الذى يتحلى بالعقل، والمخ، والروح والفكر وكل الجماليات المعنوية.
ثومة
* ما هو الصوت الذى يسمعه د. أحمد عكاشة ويطرب له ويدندن إن صح التعبير؟
** أولاً أنا لا أدندن بل المفاجأة أننى أحب الموسيقى دون أغنية أو كلمة.. أحبها مجردة، وإن كان لابد فأنا أطرب لصوت أم كلثوم واسمهان وبالنسبة للمطربين فلا يفوق محمد عبدالوهاب أى أحد.
* سؤال أخير.. هل شعر د. أحمد عكاشة أنه بحاجة إلى طبيب نفسى؟
** إلى الآن لم أحس ذلك؛ ولكن عندما أشعر أو أحس بمعاناة نفسية أو أشعر فأنا أستطيع أن أتعامل معها كطبيب نفسى أذهب على الفور، وأنا رجل محظوظ إلى ابنى د.طارق أحمد عكاشة وهو طبيب نفسى ملء السمع والبصر وعلى العموم فأنا لا اخجل إذا عانيت من أى مرض نفسى والحمد لله على كل شئ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.