الملاريا في دول حوض النيل والدول الافريقية تننتشر كانتشار نزلات البرد عندنا في مصر فالمستنقعات منتشرة في كل مكان الأمر الذي يساعد بشكل كبير علي انتشار المرض وفي بعض دول الحوض مثل الكونجو مثلا توجد أنواع خبيثة من الملاريا ربما تؤدي إلي الموت. . وخلال زيارتي لأوغندا قابلت طبيبا مصريا يعمل في مجال مكافحة الملاريا في دول حوض النيل وهو أمر بالغ الأهمية, فهي منطقة تعاني من نقص الخدمات الطبية وتفشي هذه الانواع من الأمراض. يقول الدكتور محمد شادي إنه يعمل في إطار مشروع تشرف عليه جهة دولية تسمي الجلوبال فاند أو صندوق التمويل هذه الجهة تتلقي تمويلات من حكومات مصر وألمانيا وأمريكا لمكافحة ثلاثة أمراض رئيسية, وهي الملاريا والسل والإيدز في منطقة شرق إفريقيا وبالتحديد في جنوب السودان وأوغندا وإثيوبيا ورواندا وبوروندي وتنزانيا. ويشير الدكتور شادي إلي أن تلك الجهة تتعامل مع قطاع البحث العلمي في مصر في جامعة القاهرة والجامعة الألمانية وبالتحديد في مركز بحوث علوم الليزر. ويكشف الدكتور شادي إن المشروع يعتمد في مكافحة الملاريا في تلك المنطقة علي مادة فعالة مصرية خالصة ببراءة اختراع مصرية طورها الدكتور طارق الطيب الأستاذ المساعد بكلية العلوم جامعة القاهرة ليكافح البعوض الناقل للملاريا في تلك المنطقة. ويضيف أن المشروع يعتمد في مكافحة الملاريا علي شقين الجزء الأول هو إعطاء علاجات للإنسان لتحصينه من الملاريا, أما الشق الثاني فهو مكافحة بعوض الملاريا وهو الشق التقني الذي طوره المصريون لمكافحة هذا البعوض في تلك المناطق. ويقول إن المادة التي تعد اختراعا مصريا تعتمد علي مادة الكلوروفيل الخضراء التي يلتهمها البعوض فيتم القضاء عليه. ويضيف الدكتور شادي ان المشروع يعمل في أوغندا منذ عام2008 وأن مراحل المشروع تمتد حتي2013 وأنه لن ينتهي بحلول ذلك الموعد وإنما سيتم تمديده ويقول إننا تمكنا من استهداف نحو30% من المناطق التي ينتشر فيها بعوض الملاريا في أوغندا وأن العمل جار علي قدم وساق لاستكمال باقي المناطق. ويشير إلي أننا نعمل مع حكومات الدول التي نستهدفها في تلك المناطق, وذلك من خلال نقل الخبرة والتكنولوجيا للدول التي تعاني تلك المشكلة, وكذلك تمكين تلك الدول من انتاج هذه المادة الفعالة المصرية بنفسها وهو نشاط يلقي تقديرا كبيرا من الدول التي نعمل فيها. ويؤكد أن نشاطه في تلك المناطق يلقي دعما كبيرا من وزارة الخارجية المصرية ووزارة التعاون الدولي اللتين تبذلان مجهودا كبيرا لمساعدتهم وخاصة من الوزيرة السابقة السيدة فايزة أبو النجا. ويشير الدكتور شادي إلي أن مصر وجهت نحو خمسة ملايين دولار في إطار برنامج مبادلة الديون لتطوير النشاط الصحي في إثيوبيا خلال المرحلة الأخيرة, وقال إن وزارة التعاون الدولي هي التي وجهت تلك الأموال ليتم إنفاقها علي تطوير النشاط الصحي في إثيوبيا. وأضاف أن تلك الخطوة تعد الأولي من نوعها في إثيوبيا وأنها لاقت استحسانا كبيرا لدي المسئولين في إثيوبيا مشيرا إلي ضرورة اتخاذ خطوات مشابهة في دول أخري منطقة حوض النيل. ويقول الدكتور شادي إن القطاع الصحي في دول حوض النيل يحتاج لدعم ومساعدة وهو أمر يجب أن تهتم به مصر لأنه سيكون له دور مؤثر للدولة المصرية في تلك المناطق.