مصر مباركة ومحفوظة بإذن الله, هذه الجملة المختصرة والمفيدة كتبها الفنان القدير نبيل الحلفاوي, علي موقعه للتواصل الاجتماعي تويتر معبرا عن تفاؤله بوقوع اختيار القرعة الهيكلية علي قداسة البابا تواضروس الثاني, لقيادة الكنيسة القبطية, وقال الحلفاوي: سبحان الله.. أشعر بالتفاؤل.. ففي اللحظة التي وقع فيها الاختيار علي اسم البابا.. ارتفع نداء الله أكبر بالمساجد لآذان الظهر, مع دقات أجراس الكنائس إحتفالا بالبابا الجديد. مصر مباركة ومحفوظة بإذن الله, عندما نقرأ لقداسة البابا تواضروس الثاني, أنه سوف يكون خادما للشعب كله, بمسلميه ومسيحييه, وأن قلبه سوف يتسع كأب لجميع المصريين. عند سؤال قداسته عما يسمي بالإحتقان الطائفي, قال: متي وجدت المحبة لن تجد مشاكل علي الإطلاق, وإن وجدت فسوف يتم حلها بالحكمة والمودة, التي ترضي الجميع, فنحن نسير في مركب واحدة, ونرجو أن تصل بنا إلي بر الأمن والأمان. في الصباح الباكر من يوم الأحد الماضي, توجهت إلي مقر الكاتدرائية المرقسية الكبري في العباسية, ملبيا دعوة كريمة, من القائم مقام البطريرك, نيافة الأنبا باخوميوس, لحضور القداس الإلهي, الخاص بالقرعة الهيكلية لإختيار بابا الإسكندرية, وبطريرك الكرازة المرقسية ال.118 آخر مرة دعيت فيها للذهاب إلي الكاتدرائية كانت في ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لهذا العام, وهو الاحتفال الأخير الذي رعاه قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث. وقتها كانت مصر تمر بظروف صعبة للغاية, حيث إستحكمت مظاهر الانقسام والإحتقان وأصبحت علي أشدها بين الثوار والمجلس العسكري, وفي عظته البليغة حينئذ قال البابا شنودة رحمه الله: يتساءل الناس.. مصر رايحة علي فين.. أنا أقول لهم.. رايحين للخير والبركة طبعا.. لأن السيد المسيح يحب مصر والمصريين. قبل ذهابي إلي الكاتدرائية يوم الأحد الماضي, نصحني زميلي أشرف صادق, مراسل الأهرام, بعدم التأخير عن الوصول لما بعد السادسة والنصف صباحا, لاحتمالات الازدحام الشديد, من جانب جمهور المصلين والمدعوين, وهو ما حدث بالفعل حيث إمتلأت القاعة الكبري بالكاتدرائية عن آخرها, وبالكاد تمكنت من الفوز بمقعد للجلوس, والانتظار لمدة ست ساعات حتي اجراء للقرعة, مضت جميعها كالبرق, لم أشعر بأي ملل أو ضيق, بسبب ما رافقها من صلوات وإبتهالات وترانيم روحية وكنسية, فضلا عن الاثارة والتشويق في أثناء اختيار طفل القرعة الهيكلية, بيشوي جرجس, من بين12 مرشحا, وكذلك بإنتظار ما سوف تسفر عنه القرعة الهيكلية نفسها من أقدار إلهية. في تعليق علي إختياره لإعتلاء الكرسي البابوي, قال البطريرك تواضروس الثاني: البابا الجديد هو إمتداد لمسيرة البابا كيرلس والبابا شنودة, وأنا شخصيا تعلمت منهما. وجبت الإشارة هنا, إلي حجم الحب الجارف الذي كان ولا يزال يحظي به قداسة البابا المتنيح, شنودة الثالث, ومن قبله قداسة البابا المتنيح كيرلس, من جانب المسلمين والمسيحيين المصريين علي السواء, علي مدي نصف القرن المنصرم, وقد ظهر ذلك جليا في يوم وداع البابا كيرلس, بحضور الزعيم الخالد جمال عبد الناصر, وتجلي كذلك في أثناء توديع البابا المحبوب شنودة الثالث إلي مثواه الآخير. الإحساس الذي كان يتملكني, في أثناء حضور القداس الإلهي والقرعة الهيكلية, يتلخص في أن اختيار بابا الإسكندرية, مسألة لا تخص المسيحيين وحدهم, بل هي قضية تهم عموم المصريين, وكان لدي إحساس شخصي إضافي وقتها بأن الأنبا تواضروس سوف تقع عليه القرعة, لسبب تأثري إلي حد ما بالثقافة الآسيوية, حيث يعتقدون هناك في أبراج الحظ الصينية, وهذا العام الميلادي2012, هو عام برج التنين, الذي يتوافق مع برج الحظ الصيني لقداسة البابا الجديد. من أبلغ ردود الفعل التي قرأتها حول القرعة الهيكلية لإختيار البابا, ما كتبه الدكتور علاء الأسواني, علي حسابه الشخصي تويتر, قائلا: أهنئ أخوتنا الأقباط بتنصيب قداسة البابا تواضروس, الذي أعتبره ليس فقط بابا للمسيحيين وإنما للمصريين جميعا. أما أغرب ما قرأت هو ما نسب إلي الجبهة السلفية وإمتناعها عن تقديم واجب التهنئة إلا بعد ما وصفته بضرورة أن تقدم الكنيسة ضمانات تؤكد أن دورها القادم سيعمل لمصلحة البلاد وأنهم شركاء الوطن وأنهم ليسوا دولة داخل الدولة!! الأكثر غرابة علي الإطلاق هو ما تردد من تهديدات لتفجير الكنيسة وقت الإحتفالات بالقداس والقرعة بهدف إفسادها علي يد ما يسمي بخلية مدينة نصر!! [email protected] المزيد من مقالات كمال جاب الله