19 ناديا تم ترشيحها للغرق فى ظلام النسيان, ولا تستحق هذا المصير القاسى الذى نراه برهانا ساطعا على النفوذ الواسع للجنة سياسات الحزب الوطى الذى مازال ممتدا.. والذى لا نشك فيه أبدا هو حسن النوايا المتوافر وبكثرة لدى الوزير الشاب العامرى فاروق الذى كان قد أصدر قراره بتعيين لجنة مؤقته تدير اتحاد الجودو دون أن يأخذ منها تعهدا بعدم خوض الانتخابات, وقد سمح هؤلاء المعينين لأنفسهم أن يكونوا حكاما وخصوما فى ذات الوقت, فبدت جميع قراراتهم وكأنها تهدف إلى مصالح انتخابية ضيقة حتى وإن كانت ضد المصلحة العامة للوطن.. وهذا هو الأخطر والأكثر بشاعة, وكأنها فرصة ذهبية للقصاص من الثورة وإسقاط عنفوانها إن أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها أى اتحاد رياضى هو تقليص قاعدة الممارسة، وتخفيض قاعدة المشاركة مثلما حدث فى الجودو الذى تم استبعاد 19 ناديا منه بينها أحد عشر ناديا من محافظة سوهاج وحدها.. سوهاج التى هى أفقر محافظات مصر على الاطلاق.. والتى تعتبر رياضة السومو هى الأقرب لطبيعة أبنائها، إذ تعتمد على القوة البدنية وقوة الاحتمال التى تتناسب مع طبيعة وبيئة أهلنا فى سوهاج والقول إن لعبة السومو ليست أوليمبية مردود عليه، بأن هذه الأندية أدلت بأصواتها فى الانتخابات لأربع دورات سابقة إن أهلنا الكادحين فى سوهاج هم الشرايين التى تجرى فى دماء صعيد مصر صانع الحياة للبشرية. وأن لعبة "السومو" هى التسلية الوحيدة التى تبهج المواطنين البسطاء فى هذه البقعة العزيزة على قلب كل مصرى. ولاشك أننا سوف نصفق كثيرا وطويلا لمجلس إدارة اللجنة المؤقته إذا تعاملوا مع القضية بضمير وطنى.. ولك الله يا مصر.