علي الرغم من تحقيقه أكثر من12 مليون جنيه حتي الآن, أثار فيلم عبده موته كثير من الجدل إلي حد اتهام البعض بأنه يسئ لآل بيتا الرسول عليه الصلاة والسلام وهناك من يعتبره نسخه مكررة من أفلام البلطجة التي تروج للعنف والحلول الفردية من جانب البطل والتي إنتشرت مؤخرا كموجة جديدة في السينما المصرية, وبالتالي يستند أصحاب الرأي الأخير إلي الدفع بأنه موجة لشريحة واحدة فقط من المجتمع. ملحق فنون التقي محمد رمضان بطل الفيلم الذي حقق أكبر المفاجآت علي مستوي الإيرادات والجماهيرية وطرحنا عليه كل ما يدور حول الفيلم الذي شاركه بطولته حورية فرغلي ورحاب الجمل ودينا وسيد رجب تأليف محمد مبروك ومن إخراج إسماعيل فاروق. ما رأيك في الضجة المثارة حاليا حول الفيلم ؟ في الواقع لا أجد مبررا لها وبهذا الشكل, لماذا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل؟ الحكاية ببساطه أن هناك أغنية تذاع في الموالد وفي الأفراح الشعبية منذ سنوات طويلة, رأي المخرج أنه من الأفضل أن يدخلها في نسيج السيناريو لأنه تماما كما تغني في فرح شعبي, لكن فوجئنا بهجوم شديد من بعض من يطلقون علي أنفسهم أنهم شيعة وأن هذه الأغنية تسئ للسيدة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها إبنة الرسول عليه الصلاة والسلام فقام المنتج بحذف هذا الجزء من نسخ الفيلم التي تعرض حاليا رغم التكلفة الكبيرة, ومع ذلك استمر الهجوم وكأن هؤلاء يزايدون علي حبنا للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام, وأبنائه وأهل بيته وهذا غير صحيح فنحن مسلمون بالفطرة ولا نقبل الإساءة لا لآل البيت فقط بل لجميع الأديان. كما هو واضح من أدائك لشخصية' عبده موتة' الذي استرد حقوقه بيده في الفيلم هل تؤمن بالحلول الفردية للمشاكل علي غرار البطل ؟ هناك فارق كبير بين رأيي كفنان وبين الظروف التي تواجد فيها' عبده موتة' والأحداث التي فرضت نفسها عليه, فالحل الفردي خطأ تماما لكن الشخص الذي ولد وتربي في منطقة لا تعترف إلا بالقوة وعليه أن يأخذ حقه بيده خاصة أن لديه شعور داخلي أنه من المهمشين الذين يعيشون ولا يشعر بهم المجتمع أو الحكومة إلا عندما يرتكب أخطاء, لكن في نفس الوقت ليس له حقوق, لذلك يلجأ للحل الفردي الذي يجد فيه عداله لنفسه في غياب القانون. هل تري أن هناك ضياع الحقوق في مصر حاليا في ثورة25 يناير وفي ظل غياب القانون ؟ المشكلة الموجودة حاليا لها جذور منذ فترة وليست وليدة اللحظة فخلال السنوات القليلة الماضية كانت هناك طبقة تستحوذ علي كل شيء وباقي الشعب مغيب وليس له حقوق رغم وجود القانون الذي ينظم هذه الحقوق ويضمنها, لكن بعد ثورة25 يناير شعر قطاع عريض من الشعب أن القانون غائب وعليهم الاعتماد علي أنفسهم وهنا يكمن الخطر, فعلي سبيل المثال: لو مشيت علي قدميك في شوارع وسط البلد ستجد الباعة الجائلين قد احتلوا جزءا كبيرا من الشارع لعرض بضائعهم وهم يعرفون جيدا أن ذلك مخالف للقانون, لكنهم يعتمدون علي قوتهم أثناء غياب القانون فماذا لو كان بينهم صاحب محل ضعيف البنيان يريد أن يبعد هؤلاء من أمام محله؟ بالتأكيد سيضيع حقه, لذلك علينا تقوية الدولة لتقف بجانب أصحاب الحقوق ضد الخارجين علي القانون الذي لابد أن يستعيد سيطرته علي الشارع. كيف تعاملت مع الشخصية علي مستوي الحركة وإتقان إستعمال السلاح وما أصعب المواقف التي وجهتها؟ بعد قراءة السيناريو وجدت أن شخصية عبده تحتاج إلي لياقة بدنية كبيرة وبراعه في استخدام السلاح, من هنا عملت علي التدريب والإمساك بالسلاح بشكل جيد والمشي بطريقة فيها ثقة بالنفس والحركة السريعه أثناء المشاجرات وقد بذلت مجهود غير طبيعي في ذلك, لكن الأصعب كان التدريب علي كيفية التعامل مع الثعبان وعدم الخوف منه وقد وفر لي المنتج مدربا متخصصا في تربية الثعابين تدربت علي يديه لمدة شهر حتي تولدت صداقه بيني وبين الثعبان الذي أخرجته من داخل سروالي في أحد المشاهد, ولا أذيع سرا إذا قلت إن هناك مشهدا عملت له ألف حساب وهو مشهد القفز من أعلي كوبري عباس لأن المخرج إسماعيل فاروق أراد أن يصوره بطريقةoneshoot حتي يظهر علي الشاشة وكأنه مشهد طبيعي وقد نفذت ما طلبه المخرج وإعيد المشهد6 مرات رغم أني لا أجيد السباحة وقد تعطل القارب الذي جاء لإنقاذي حتي كدت أغرق لكن حبي للعمل جعلني أتحمل كل الصعوبات, ذلك كان أصعب المواقف وأخطرها في الفيلم. يري كثير من النقاد أن فيلمك يتوجه للطبقات الشعبية فقط ؟ من المستحيل أن نتوجه إلي طبقة واحدة فقط بدليل الإيرادات التي تحققت, فالفيلم يخاطب جميع الطبقات, لكن تواجد البطل في حي شعبي هو ما جعل البعض يتصور ذلك, وعلينا أن نفكر في الرسالة التي يحملها الفيلم, والنظر بعين الاعتبار للظروف التي حولت' عبده موتة' من إنسان بسيط إلي حالة العنف المطلق التي يعيشها وجهله الذي صور له أن المجتمع يظلمه وعليه أن ينتزع حقه ويحقق طموحه بالوصول للثراء مهما كانت الوسيلة, وأعتقد أننا بحاجه إلي مثل هذه النوعيه كل فترة لندق جرس إنذار ليأخذ المجتمع حذره ويعالج السلبيات الموجوده فيه ولا نتعامل معها علي أنها تظهر التصرفات العنفية لهذه الشريحة فقط. أنت متهم بتكررا أدوارك نظرا للتشابه الواضح علي مستوي الإداء بين شخصية عبده موته وشخصية' الألماني' ؟ لا يوجد ممثل لديه طموح ويحب مهنته يقبل أن يكرر نفسه وإلا سوف ينتهي في أسرع وقت, والذين ربطوا في الشبه بين عبده موته وبين الألماني بالتأكيد بنوا وجهة نظرهم عن طريق مشاهدة إعلان الفيلم فقط لاغير, لكن من يشاهد عبده موته يجد أنه مختلف تماما عن الألماني الذي قدم عالم البلطجة بشكله القبيح, وفرض إتاوات بالغصب علي كل من يقابله أما عبده موته فهو شخص بسيط لديه طموح الثراء وإحساس بالظلم من المجتمع, ومع ذلك لم يسرق أو يأخذ شييء ليس من حقه بالقوة من الآخرين, فعندما وجد مكان خالي ليس له صاحب' خرابة' حوله إلي جراج ليأكل من ورائه عيش لكنه لم يغتصبه من أحد, فقد مارس تجارة المخدرات واعتبرها تجارة ليحقق طموحه بالثراء, هو شخص لديه بعض الأفكار التي قد تكون خطأ لكنه مقتنع بها علي عكس الألماني ذلك البلطجي الصريح الذي يري أن شيء أمامه لابد أن يلتهمه من الآخرين فأين الشبه بين الإثنين ؟ هناك ملاحظة علق عليها الجمهور والنقاد معا وهي: أن طريقتك في الأداء تشبه الراحل الكبير أحمد زكي..كيف تري ذلك ؟ أحمد زكي- رحمه الله- أستاذ كبير وأداء مستقل, وشرف كبير لأي فنان أن يتم تشبيهه بأحمد زكي, لكن في نفس الوقت كل فنان له بصمه تختلف عن الآخرين وإلا سيموت قبل أن يولد لأن الجمهور لايقبل التقليد وقد بدأ الحديث عن هذا التشابه عندما قدمت شخصيته في مسلسل' السندريلا', لكني أجتهد لأجد لنفسي طريق مستقل وبصمه خاصه يذكرني بها الجمهور. كيف تري مستقبل السينما المصرية في ظل أزمتها الحالية ؟ السينما المصرية تمر بأزمة كبري في الوقت الحالي في ظل عدم ثبات السوق, وخوف شركات الإنتاج الكبري من المغامرة بأفلام عالية التكاليف, لذلك علينا أن نقدم أفلام لها مضمون وبتكلفه أقل حتي تستمر عجلة الإنتاج, وعن نفسي أشعر بتفائل بالمستقبل بشكل كبير . الشعب يريد.. عبده موته محمود موسي تعبيرات عامية تنتمي للطبقة الشعبية, وإفيهات كوميدية من نوع التراجيديا فضلا عن انواع متعددة من المعارك بما فيها من سيوف ورصاص و رقص وأغاني ترسخ لفكرة الانتصار للأخلاق رغم ما تحمله المشاهد من عنف مكبوت وخروج علي القانون تلك كانت خلطة' عبده موتة' ذلك الفيلم الذي أخطأت الرقابة كثيرا في عدم وضع لافتة' للكبار فقط' عليه حتي تدرك الأسرة المصرية أن هناك مشاهد وإيحاءات لعلاقات محرمة وقتل وسفك للدماء. الفيلم تدور أحداثه في منطقة عشوائية بكل ما فيها من بشر فهذا شريف وذاك تاجر مخدرات وهؤلاء عصبة من البلطجية, وتلك فتاة تبيع الهوي وأخري تبيع الحلال, هو تجسيد حي للحياة بكل ما فيها من صراع وبحث عن لقمة العيش, كل علي طريقته وله هدفه النبيل حتي لو كان علي حساب سيل الدماء أو عبر تجارة محرمة, ربما قصد صناع الفيلم باختيارهم لمنطقة عشوائية كنوع من التحفيز للفرجة علي نماذج تعيش بيننا خاصة أنه لم يقدم أي جديد عن تلك العشوائيات التي ظلت لسنوات بعيدة عن الاهتمام الرسمي سوي في أيام الانتخابات من جانب التيارات الاسلامية التي تدعي حسب أيدلوجيتما الخاصة أنها تملك كثيرا من أوراق اللعبة السياسية من خلال الدخول من بوابة الزيت والشاي والسكر. الفيلم من وجهة نظري استغل المناطق الشعبية في أغانيها وسلوكها ورقصها وكلامها وافيهاتها وزادها تشويها أكثر مما هي فيه ولم يتعرض لمشاكلهم الحقيقية وكأنها حياة هؤلاء تنحصر في الملذات وربما يري البعض فيه من الواقعية علي قدر مرارتها والتي أصبحت نوعا من الترفيه في ظل أزمة السينما الحالية. علي أية حال تأتي نهاية الفيلم وما تحمله من قسوة جعلت له معني ورسالة وموعظة خصوصا ان كل من ارتكب جرما أو اثما نال البطل منه من خلال وسائل مختلفة من الانتقام سواء بالتشوية أو القتل, و ان كانت تبدو هذه مبالغة لاتعكس الحقيقة أو الواقع فحتي الآن لم تتحقق عدالة السماء في أي ركن من أركان العالم, ومازال مسلسل قتل الأبرياء مستمر والغريب أن القتلة مازالوا ينعمون بالمكانة والمناصب كأننا نعيش أسطورة يزداد فيها الفقراء فقراء والأغنياء غني أكثر وللأسف تحول الدين عند أصحاب الضمائر الخربة إلي تجارة وقتل وسطو وخراب ودماء تسيل كما نري يوميا فيما يحدث علي تراب سيناء. لن أخوض كثيرا في التفاصيل المؤلمة ولن أجنح إلي الحديث عن الأغنية التي أثارت الجدل لانها في رأيي لا تستحق كل ما أثير حولها من ضجة ولا تحمل أي إهانة, وأستشعر في قلب المشهد بكامله أن هناك نوعا من الشيوخ يمارسون رقابة مفرطة ومتعنتة وأخوف ما اخافه أن يمتد تأثيرهم وسيف رقابتهم بعد ذلك حتي نصل إلي منع ذكر اسم الله عندما يحرز فريق هدفا جميلا أو من القول' الله الله جوول جميل' فاسم الله جل وعلا أقدس وأعظم وأطهر من أن يمسه بشر. نجاح عبده موتة وتحقيقه لأرقام كبيرة في الإيرادات ربما تصل مع الاسابيع القادمة لأكثر من17 مليون جنيه تؤكد أنه لم يكن بسبب أسماء ابطاله الذين تميزوا جميعا بأداء رائع وخصوصا من قدم شخصية' العبيط' وويأتي علي رأسهم محمد رمضان وحورية ودينا وهو يبشر برمضان كنجم يحمل كل مقومات النجومية بملامحة المصرية وادائه العفوي والاحترافي بإتقان. وهذا النجاح لابد أن يحترم لان من دفع ثمن التذكرة وذهب وشاهد هو الشعب الذي قام بثورة25 يناير, ويومها لم يتم تصنيف الشعب الي جهلاء وبلهاء وإنما كان شعبا واحدا بنسيج مصري خالص وهو نفس الشعب الذي من حقة أن يختار ما يريده بعيدا عن أولئك الذين نصبوا انفسهم أوصياء علي هذا الشعب., ومن هنا علينا احترام الشعب الذي انتصر للتغيير السياسي بعد ثلاثة عقود عجاف, والذي من حقه أيضا ان يختار ما يشاهده من أفلام دون أن نهاجمه أو نصفه بالجهل أو التفاهة, فهكذا الشعب يريد' عبده موتة', وكأن لسان حال كما جاء في الفيلم' لو عايز تبقي الريس عامل الناس كويس'. ملاحظة ضرورية: في يوم أن شاهدت الفيلم لاحظت أن بعضا من فئات تنتمي لطقات اجتماعية مصرية مختلفة يشاهدون الفيلم وفي حالة من الانسجام الكامل ومنهم أسرة مصرية مكونة من شاب وزوجتة المنتقبة ومعهما طفل, لحظتها شعرت بسعاده بالغة وقلت في نفسي: ستبقي مصر كبيرة بوسطيتها وحب الناس للبهجة مهما حاول شيوخ الفضائيات أو' الفضائحيات' أن ينالوا من المجمتع وتقسيمة حسب أهوائهم الشخصية