أعتقد أنه قد آن الأوان لإعطاء اهتمام أكبر للعنصر البشري وتأهيله لمتطلبات التغيير المنشود... ثم إنه لابد من إعادة تحريك روح الحافز الإيجابي علي كل مستويات العمل الوطني وتأكيد جدية الرغبة في استثمار العقول والأفكار- دون تعال ودون إهمال- حتي يشعر الإنسان في كل موقع بقيمته وأهميته وكرامته تحت مظلة من القيم الإيجابية الصحيحة التي تفتح أبواب التنافس علي مصراعيها وتسد كل أبواب ونوافذ الصراع المهني المدمر. وربما تجيء من هنا أهمية التدقيق في اختيار القيادات السياسية والتنفيذية ليس علي مستوي الوزراء و المحافظين والوظائف العليا فقط وإنما أيضا علي كل المستويات الوسطية والتحتية التي تتعامل تعاملا مباشرا مع مصالح الجماهير, ويتحتم أن يراعي عند اختيارها مدي قدرتها علي تحقيق مصالح الناس والتجاوب مع حقوقهم وتطلعاتهم المشروعة طبقا لمعايير ولوائح واضحة وبسيطة وغير معقدة لا تسمح بوجود أية ثغرات للتلاعب والفساد الإداري الذي هو مدخل كل أنواع الفساد الأخري! إن أي تغيير نحن بصدده ومتجهون إليه لابد أن يرتبط ارتباطا وثيقا بإعادة الاعتبار لقيم العمل الشريف المنتج وترسيخ مبدأ الثواب والعقاب تحت مظلة من المحاسبة الأمينة التي تعطي كل ذي حق حقه في إطار الحقوق والواجبات المكفولة التي تسهم في توفير القدرات التنافسية أمام المجيدين والمبدعين وتمنحهم ما يميزهم عن الكسالي ومثبطي الهمم. والحديث عن التغيير يحتاج إلي فتح باب الاجتهاد بشأن محاور عديدة من محاور العمل الوطني لكي يؤدي في النهاية إلي حسن تنظيم الجهد الوطني وتوجيهه صوب الاتجاه الصحيح الذي يسمح لنا بأن نستثمر إلي أقصي حد ممكن كل إمكاناتنا الذاتية المتاحة وذلك بدقة الأداء والإتقان في العمل والحرص علي الجودة وعدم حجب الفرص عن أصحاب الموهبة والمعرفة والخبرة لكي يأخذوا مكانهم الطليعي في المجتمع وبما يؤكد لدي كل فرد عمق الشعور بالانتماء للوطن. خير الكلام: كلنا كالقمر.. له جانب مظلم!