قد تبدو كلمات العنوان صادمة للبعض الذي يستعد الآن لإلقائي في قفص الاتهام تمهيدا لجلدي بعد إطلاق وابل من الاتهامات التي تكفي واحدة منها لإهدار دمي. غير أن الأكثر صدمة للمجتمع هو سعي رموز من جماعة الإخوان بإصرار غريب علي إعادة استنساخ ممارسات النظام السابق وهي تلك الممارسات التي هبط بسببها ملايين من الشباب من عالمهم الافتراضي الإنترنت إلي أرض الواقع ليقودوا ملايين أخري من المواطنين في ثورة25 يناير لمقاومتها وإنهائها. ولنتفق بداية علي أن بديهيات المنطق تؤكد أن خطأ الغير لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبرر خطئي, وبالتالي فإن تبرير أي سلبية أو خطأ يقع من جانب الإخوان أو يرتكبه أحد رموزها بأنها كانت تحدث من قبل وفي عهود سابقة تبرير يخاصمه المنطق وتجافيه قواعد الأخلاق!!.. وهو ما حاول الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة قبل تقديمه استقالته من المنصب أخيرا وأحد أبرز رموز الجماعة تمريره في العقل الجمعي للمجتمع بتبريره تصريحه الغريب بتسجيل المكالمات التليفونية الواردة لمقر الرئاسة!!. الدكتور العريان كتب قبل اسبوعين علي صفحته الشخصية في تويتر ما نصه: إذا كانت جمهورية52 سجلت تجسسا علي الجميع.. يصبح حراما علي جمهورية الثورة أن تسجل لتوثيق القرارات الشفوية.. عجبي. يبدو أن الدكتور العريان في تبريره اللامنطقي هذا قد نسي أو تناسي مدي المعاناة التي عاناها هو شخصيا ورفاقه من أعضاء جماعته من تسجيلات أمن الدولة لهم وإذا كانت الحرية قد تصدرت المبادئ الثلاثة لثورة يناير, فإنه من غير المنطقي إعادة استنساخ خطيئة عهود مضت حتي ولو كان التبرير التسجيل باسم التوثيق, إذ أن من المفروض علي كل من يتعرض لأي انتهاك لحرياته وحقوقه قبل يناير25 أن يكون الآن أول المدافعين عن هذه الحريات والحقوق!!. استنساخ أخطاء وخطايا العهود الماضية ومحاولات تبريرها لا يقتصر علي رموز الجماعة بل يمتد أيضا إلي المتعاطفين معها أو مع تيار الإسلام السياسي بوجه عام ولكن بصورة أخري إذ بمجرد أن يتناول أحد بالنقد أي تصرف أو خطأ ما لرمز من رموز الجماعة, ينهال فيضان من الاتهامات علي من تجرأ واقترب من هامش النقد ويتحول في لحظة واحدة إلي دائرة التنشين السوداء لوابل من طلقات الرصاص علي غرار أين كنت وقت ما كان مبارك يرتكب... و.. هل كنت تجرؤ علي أن تقول نصف ما تتجرأ به الآن...؟!! وعلي الرغم من أن هذه المساحة قد حملت في يوم السبت من كل أسبوع منذ عام2002 انتقادات حادة للنظام, إلا أن ردي علي تلك المطالبات سيكون بالموافقة علي ذلك المنطق المعيوب نعم لم نكن نستطيع.. وإذا كنا نقدر فما الداعي لأن تقوم الثورة والتي خرج معها الملايين ليهدموا بأصواتهم الهادرة نظاما قام علي القمع وكبت الحريات اللهم إذا كان المتعاطفون مع تيار الإسلام السياسي عامة ومع الجماعة خاصة يفتقدون كبت الحريات وقمعها..!! الأمر ليس جريا في سباق للفوز بصك من صكوك الوطنية والثورية التي يوزعها البعض الآن.. أو هروبا من تلك الصفات النفاق.. الالتفاف..محاولة التأسد التي يحلو للبعض أن يرشق الآخر بها بعد أن يعتمد المكارثية والتفتيش في الضمائر اسلوبا للتعامل مع الآخر بل هي محاولة للاستدلال علي الحقيقة التي ربما يحاول البعض التغافل عنها متعمدا أو ربما دون قصد وهي تبرير الخطيئة التي يرتكبها بزعم أنها كانت تحدث!! وإذا ما اعترفنا بأن العهود السابقة قد شهدت فصولا من النهب والسرقات والفساد والقتل, فهل يرغب الإخوان في تكرار هذه الجرائم بزعم أنها كانت تحدث في السابق ؟!!.. لا أظن. [email protected] المزيد من مقالات عبدالعظيم درويش