قبل أن تنقضي24 ساعة من بدء الحرب كان العبور قد أصبح حقيقة لا تقبل الشك, وكانت القوات المسلحة المصرية قد استطاعت- بعمل بطولي مجيد- أن تؤكد وجودها علي امتداد الشاطئ الشرقي لقناة السويس ب5 فرق كاملة تولت علي الفور ودون إبطاء مهمة تدمير خط بارليف والنقط الحصينة المتناثرة علي امتداده... باختصار كانت السيمفونية صناعة مصرية من إبداع العقل المصري الذي درس وبحث وخطط في ضوء الظروف الصعبة والإمكانات المتاحة... وللحقيقة وللتاريخ فإن اختيار يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان لم يكن عملا عشوائيا وإنما كان علما ودراسة شملت حسابات فلكية ودراسات بحرية واعتبارات نفسية. كان علماء الفلك مطالبين بتحديد أفضل ليلة يبدأ فيها القمر نموه مع قدوم الظلام ثم يغيب في آخر الليل... وكان علماء البحار المتخصصون في دراسة التيارات المائية مطالبين بحساب أفضل أيام السنة التي تصل فيها سرعة التيار إلي الدرجة التي تتناسب وإمكانية التجديف بالقوارب المطاطية إلي الشرق في أسرع وقت ممكن.. ثم كانت مهمة خبراء الخداع التكتيكي والاستراتيجي في تضليل العدو بعيدا عن ذلك اليوم الموعود. وكانت مشاكل العبور علي امتداد مواجهة شاسعة ما بين القنطرة شمالا وحتي بور توفيق جنوبا عبر مانع مائي فريد تحتاج إلي خيال فريد من نوعه يتجاوز الحلول التقليدية. وقد سقطت كل هذه الموانع والمستحيلات بفضل براعة التخطيط من ناحية وجسارة الجنود الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة علي شوق لمدة6 سنوات من ناحية أخري. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: ريح مواتية أفضل من مجاديف قوية! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله