اتصل بي الصديق اللواء محمود حجازي وهو من ثوار يوليو الذين سجنتهم الثورة في ايامها الأولي بعد احداث سلاح الفرسان.. قال اللواء حجازي هل شاهدت يوم الجمعة الماضي علم إقليم الصعيد المستقل في قلب ميدان التحرير بنجومه التسعة والوانه الثلاثة الأبيض والأزرق والأخضر.. هذه رسالة مزعجة جدا لكل مصري.. القصة تبادلتها المواقع علي الفيس بوك وفي الصحف والفضائيات ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي نشاهد فيها هذا العلم فقد رفعه عمال الغاز امام مجلس الوزراء.. ولم تحاول أجهزة الأمن البحث عن خلفيات هذا العلم وهذه الدولة الجديدة.. لقد كنا ومازلنا نتعامل مع قضية تقسيم مصر علي اساس انها افكار شاردة وقراءات سطحية واطماع ليس لها مكان في الواقع المصري الذي وحدته طوال تاريخه اشياء كثيرة.. ان النيل غير قابل للتقسيم ولا يستطيع أحد ان يوقفه هنا أو هناك.. والبشر الذين تداخلت انسابهم قرونا طويلة لا يمكن ابدا نزع انتماءاتهم لتراب هذا الوطن.. سكان الصعيد نصفهم من الدلتا.. ونصف سكان الدلتا من الصعيد.. ومصر لا يمكن ان تكون إلا وطنا واحدا للمسلمين والأقباط.. في أي عمارة في القاهرة لا تستطيع ان تعرف ديانة سكانها وحين ينزلون إلي الشوارع تبدو ملامحهم واحدة حتي الحجاب لم يعد زيا مقصورا علي النساء المسلمات..رغم هذا التوحد فإن دعاة الشر يسكنون كالشياطين في كل مكان وينبغي ان نبحث وراء هذه الدعوات الشاذة والغريبة ربما اكتشفنا ان وراءها خططا وبرامج وأموالا..وفي ظل مجتمع يعاني ظواهر جديدة بعد الثورة لعل اخطرها حالة الانفلات والاختراق التي تعاني منها مؤسسات الدولة يجب ان نفتح عيوننا علي ان الظاهرة ليست أكثر من شاب طائش رفع علما به تسعة نجوم تمثل محافظات الصعيد إلا ان الرسالة حتي وإن كانت خاطئة ومضللة ينبغي قراءتها..في مصر الأن تيارات غريبة ومخيفة بدأت بعلم اسود في جبل الحلال في سيناء وانتهت بعلم الصعيد في ميدان التحرير وهي بكل المقاييس تحمل افكارا خطيرة لا يجوز التهاون معها. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة