طالب علماء الدين بضرورة البحث عن الفقراء والمساكين الذين يستحقون لحوم الأضاحي ويمنعهم الحياء من السعي لطلبها, وحذروا من ظاهرة المتاجرة بلحوم الأضاحي من جانب بعض الأشخاص الذين يطرقون أبواب المنازل ويقفون أمام أماكن الذبح للحصول علي هذه اللحوم بكميات كبيرة للمتاجرة بها. في الوقت الذي يحرم منها الفقراء والمحتاجون وأصحاب الحاجات, وأكدوا أن هناك شروطا لتوزيع الأضحية, ولابد أن تكون لحوم الصدقة مثل اللحوم التي يحتفظ بها المضحي لنفسه, وعليه أن يبدأ بالأقارب والجيران وأن يبحث عن الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات في المنطقة التي يعيش فيها, وأن يذهب إليهم في منازلهم, لأن هؤلاء أحق بالصدقة من الذين يطوفون علي المنازل ويجمعون كميات كبيرة من اللحوم. وطالب الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر بضرورة البحث عن الفقراء والمساكين الذين يستحقون هذه الصدقات, لأن الوصول إليهم في منازلهم لتقديم لحوم الأضحية لهم أصبح حاليا ضرورة شرعية, لأن هناك الكثير من الأسر تعاني الفقر ولا يدري أحد بهم ويمنعهم الحياء من السعي لطلب لحوم الأضحية أو الوجود في أماكن الذبح, وهنا نحذر من المتاجرة بلحوم الأضاحي لأن هناك الكثير من الفقراء الذين يقومون بالوقوف أمام المنازل وفي الميادين بل ويطرقون أبواب المنازل للحصول علي لحوم الأضحية, ونتيجة لذلك قد تذهب هذه اللحوم لمن لا يستحق, فعلي صاحب الأضحية أن يحسن اختيار من يقدم لهم لحوم الأضحية, وأن يبدأ بالأقارب والجيران والفقراء المجاورين له, وعليه أن يبادر بعد الذبح مباشرة بالذهاب لهؤلاء الفقراء في أماكنهم ولا يتأخر عليهم, لأنهم في هذا الوقت ينتظرون هذه الصدقات التي تدخل عليهم السعادة والسرور. ويضيف أن هناك شروطا وضوابط وآدابا لتوزيع الأضحية كما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم, فالأضحية توزع ثلاثة أجزاء, ثلث للمضحي, وثلث للأقارب والأهل والجيران وثلث للفقراء والمساكين, وهنا لابد أن نوضح أن صاحب الأضحية عليه أن يقدم أفضل اللحوم للفقراء والمساكين الذين ينتظرون هذه الصدقات كل عام, ولذلك فلحوم الأضحية التي تقدم للفقراء والمساكين لابد أن تكون مثل التي يحتفظ بها صاحب الأضحية لنفسه ولأهله, وعليه أن يتأكد من ذلك ولا يترك أمر توزيع الأضحية إلا لمن يثق فيهم, لأن بعض الناس يقوم بذبح أكثر من أضحية, ويختار لنفسه ولأهله أفضل اللحوم ويترك للفقراء والمساكين ما لا يريد من لحوم الأضاحي, أو قد تكون هناك أضحية أفضل من أخري فيحتفظ بها لنفسه ويوزع الأخري, وهذا لا يجوز لأن النبي صلي الله عليه وسلم حدد شروطا للأضحية أهمها أن تكون خالية من العيوب التي وردت في الحديث الشريف أربع لا تجوز في الأضاحي العرجاء البين ضلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقي, وهذا الحديث يؤكد ضرورة أن نحسن إختيار الأضحية لأنها تقرب إلي الله, ولابد أن تكون خالية من العيوب التي وردت في الحديث الشريف, وأن تبلغ السن المعتبر شرعا وهو خمس سنين في الإبل, وسنتان في البقر وسنة كاملة في الماعز ونصف سنة في الضأن. وعن أفضل وقت للأضحية يقول الشيخ عبد الناصر بليح إمام أول بالأوقاف أن وقت الأضحية يبدأ من طلوع شمس أول أيام النحر, ومن الأفضل أن تكون الأضحية بعد الانتهاء من صلاة وخطبة العيد, وينتهي وقت الأضحية بغروب شمس اليوم الثالث بعد العيد فأيام الذبح أربعة, يوم العيد وثلاثة أيام بعده, ومن المستحب أن يقوم المضحي بالذبح بنفسه إن كان قادرا علي ذلك ويستحب عند الذبح التكبير وأن يقول المضحي كما قال النبي صلي الله عليه وسلم اللهم إن هذا منك وإليك, اللهم إن هذا عني وعن أهلي, ولابد أن يشهد المضحي ذبح الأضحية, حتي يحصل علي الجزاء العظيم الذي أعده الله عز وجل لمن يتقرب إليه في هذا اليوم, لأن الأضحية من أعظم القربات والطاعات إلي الله في يوم النحر, وهذا ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلي الله من إراقة دم, وإنه لتأتي يوم القيامة بأظلافها وقرونها وأشعارها, وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع علي الأرض فطيبوا بها نفسا, فالحديث الشريف يوضح الجزاء الكبير الذي أعده الله عز وجل لمن يضحي في هذا اليوم, ولذلك علي كل إنسان قادر أن يتقرب إلي الله عز وجل بها, لأنها تحمل الكثير من المعاني والقيم التي يجب أن نحرص عليها, فهي تؤدي لنشر المودة والرحمة بين الأهل والأقارب والجيران وتزيد من التماسك في المجتمع.