12 اعتبر قادة الكرملين نتيجة حرب أكتوبر 73 إنتصارا للسياسة الخارجية والدبلوماسية السوفيتية, وانتصارا سياسيا للاتحاد السوفيتي. فبرغم عدم موافقة هؤلاء القادة علي قرار السادات والأسد بدء الحرب. فإن الاتحاد السوفيتي كما يقول مؤلف الكتاب فيكتور إسرائيليان أعطي بلديهما كل أنواع الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي ونجح في تطبيق مبدأين غير منسجمين في وقت واحد: التعاون مع الولاياتالمتحدة زعيمة المعسكر الإمبريالي, وفي الوقت نفسه بذل مافي الوسع لمساعدة العرب بإلحاق الهزيمة بإسرائيل والإمبرياليين الذين يدعمونها أي أمريكا نفسها. ولذلك اعتبر السوفيت أن أهم نتائج الحرب استمرار الوفاق السوفيتي الأمريكي وعدم تعرضه للنسف. مع ذلك فإن العلاقات مع مصر وسوريا لم تتحسن بل إنها تدهورت في أثناء الحرب, وأثبتت اتصالات السادات المتنامية مع الأمريكيين والتي لم يكن السوفيت يعرفون بعضها أن مصر بدأت تتبع سياسة خارجية جديدة موالية لأمريكا ومناهضة للسوفيت. وبالنسبة لسوريا فقد أدي فشل السوفيت في تلبية طلب الأسد من أجل وقف مبكر لإطلاق النار, إلي الإضرار بالعلاقات السوفيتية السورية بصورة جوهرية. أما خسائر الحرب فقد كانت مرعبة. فحسب الأرقام التي اعتبرتها وزارة الدفاع السوفيتية أرقاما موثوقا بها بلغت مجموع الاصابات في مصر وسوريا 28751 بينها 4902 قتيل و14265 جريحا و9584 أسيرا أو مفقودا. وبلغ مجموع إصابات إسرائيل 16800 بينها4000 قتيل و12 ألف جريح و800 أسير. وفقد العرب334 طائرة و53 هليكوبتر وفقد الإسرائيليون252 طائرة و10 طائرات هليكوبتر. وكلفت الحرب إسرائيل حوالي 250 مليون دولار يوميا( إجمالي حوالي ستة مليارات بأسعار اليوم) وكانت الخسائر العربية أكثر. لقد دلت الأرقام إلي أن كل يوم قتال كان يؤدي إلي نحو 420 قتيلا و1200 جريح من العرب والإسرائيليين. وأن كل ساعة ثرثرة في مجلس الأمن للتوصل إلي وقف إطلاق النار كانت تزيد نفقات المتحاربين عدة ملايين من الدولارات. ( غدا الحلقة الأخيرة) [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر