.. نقصد من يقرأ طه حسين بين أبناء العربية؟ السؤال والقصد المباشر يتجه في محيط الثقافة الي غياب العربية بين أبنائنا وبناتنا, ومن ثم, غياب روح'الهوية' التي تتناثر في الوسائل والجدارات الرقمية. كما تتناثر في الصحف اليومية والاعلام المستمر.. ويمكننا العود الي صحفنا ودورياتنا لندرك من النظرة الاولي غياب العربية. ويمكن للقاريء ان يستعيد مايقرأه في الصفحات الادبية والابواب المتخصصة حتي يلحظ ان الكتاب الكبار في اغلبهم يستخدمون الفاظا وعبارات لاترتبط بالعربية قط وانما هي مزيج من العامية المختزلة من اللهجات القديمة والامثال الشعبية الفجة والعبارات العامة, تمضي في المتن كما تمضي في العناوين, ومايقال عن وسائل ثقافتنا الورقية يقال بشكل محزن عبر وسائل ثقافتنا الرقمية, فلايمكن الصعود الي جداريات التويتر او اليوتيوب او الفيس بوك وهي امثلة سائدة حتي نلحظ غياب لغة القرآن الكريم, وسيادة الكلمات العامية بين السياق والمتن والتعليقات والجداريات.. الي غير ذلك من وسائل الثقافة الرقمية التي اصبحت تحتكر عقول ابنائنا وافئدتهم في حين ان النظرة العامة لمثيلتها الاجنبية كالانجليزية تشير الي العكس تماما, الاكثر من هذا دلالة هنا انه اذا حاول البعض وضع' بوستPost' او تعليق ما مغفلا القواعد اللغوية السليمة للانجليزية, او تلمس بعض الالفاظ التي تنال من الانجليزية الصحيحةTheRightGrammar, فعلي الفور نلحظ رد الفعل المناقض, ان الطرف الآخر لايكلف نفسه السير في سياق الحوار او الرد, بل لايتجشم الرد, بمجرد الرد بجملة حوارية.. وعدم الرد هنا يحمل دلالة مهمة مؤداها..ان عدم الكتابة باللغة او التعبيرات اللغوية الصحيحة يساوي الضحالة في التفكير, فقد اصبح سائدا الآن وهومايلاحظه المتحاور باللغات اللاتينية- ان ضعف التعبير اللغوي يساوي ضعف الوعي الفكري, وكأن الرسالة السائدة هنا ان من لا يمارس اللغة بشكل سليم يفتقد الجدية بل اصبحت العلاقة بين السطحية والاخطاء اللغوية تساوي في المعادل الموضوعي السطحية.. وهومايعود بنا ثانية الي طه حسين, ففي وثائق طه حسين بملفه بالجامعة المصرية تسجيل مادار بينه وبين بعض الطلبة العرب وهو يبحر علي أحد السفن إلي فرنسا في الاربعينات فتحدث بالعربية واشاد بالعربية, مؤكدا علي الثقافة التي تؤكد علي الهوية العربية, وهومايعود بنا عبورا من العقود الزمنية والثقافات الورقية والرقمية الي اعادة طرح السؤال: من يعرف طه حسين حقا؟ من يقرأ طه حسين حقا؟ من يجيب؟ ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) صدق الله العظيم