نعاني زيادة سكانية رهيبة, ولكننا للأسف لا نأخذ الموضوع بالجدية اللازمة, ونحن نقول إن التعليم يحتاج إلي اصلاح بل إلي انقلاب, والصحة تحتاج إلي رعاية بل إلي رفع المستوي, وننسي بل ننكر أن الميزانيات لا تستطيع أن تلاحق الزيادة السكانية السريعة, وأن ما يحدث من قصور هو نتيجة حتمية لذلك.. ونشكو من زحام المرور الذي يهدر أوقاتنا ولا يسمح للسيارات بالسير, بل لا يترك لها مكانا لتقف, حتي بدأت الشوارع الصغيرة من الزحام تنسد, وتصبح جراجات عامة تأوي إليها السيارات, ولا نعلم ماذا سيجري للشوارع الكبيرة بعد ذلك, وفي محاولاتنا للحل, ولجوئنا إلي ما يسمي تنظيم المرور وربط الحزام, ننسي أن زيادة السكان وما يتبعها من زيادة السيارات هي السبب. والعشوائيات التي تثير الفزع في جموع الناس, ماوجدت إلا من زيادة السكان, زيادة لا تستطيع أن تلاحقها أراض فضاء ببنيتها الأساسية من شوارع ومياه إلي كهرباء وغيرها والغريب أن سكان هذه العشوائيات الذين يضجون منها أغلبهم ممن عندهم كثرة في العيال, وهم الذين تقع عليهم مسئولية الانفجار. والفقر المدقع والمرتبات المتدنية التي أدت إلي اعتصامات واحتجاجات تزداد طوائفها يوما بعد يوم حتي شملت موظفي مجلس الوزراء أنفسهم, ألم تنشأ إلا من عدم مواكبة الميزانيات لزيادة العاملين عاما بعد عام, وزيادة البطالة في الوقت نفسه, والأسعار التي أكتوي بنارها الجميع.. ألم تنشأ إلا من كثرة الطلب في الأسواق. فياوزارة السكان رجاء حارا أن تسرعي بكل مابك من همة, ولا تفتتي مجهودك في طهور البنات, التي هي مشكلة فرعية علي وزارة الصحة أن تتبناها, ولا في أطفال الشوارع التي هي مشكلة الضمان الاجتماعي والشئون الاجتماعية, واجمعي شملك مع باقي الوزارات, لتخططي معهم وتصلي بهم إلي شيء أكبر من ذلك بكثير. ولنجعل نصب أعيننا بث الثواب والعقاب بكل جرأة وحزم في هذه المشكلة الخطيرة, فهو الحل الرادع لعدم الزيادة, ولتثاب الأسر قليلة العدد ولتمنح الأفضلية في توفير فرص الإسكان وليزكي أولادهم في دخول المدارس التي يرغبونها. ولتحرم الأسر كبيرة العدد من أي ميزات, حتي تحس أنها سبب البلاء, ولقد أكبرت الوزير الذي سبق الجميع بقصر الدعم التمويني علي العدد الصغير, متصديا بذلك لمن هاجموا هذا النهج. د.عادل أبوطالب أستاذ بطب بنها